+ -

كيف تلقيتم حكم تبرئة مبارك وأبرز رموز نظامه في قضية قتل المتظاهرين؟ حكم البراءة الذي صدر في حق مبارك عن معظم الجرائم التي تواجهه ونظامه، راجع لانقضاء أجل الدعوى في قضية قتل المتظاهرين، لعدم جواز نطر الدعوى جنائيا، كل هذا معناه أن مبارك حكم إجرائيا وليس جنائيا، نتيجة عيوب في الإجراءات التي دفع بها محامو مبارك، ما أدى إلى إصدار القاضي حكما يقضي بتبرئته، وهناك سبل مختلفة سنلجأ لها لإعادة محاكمته، وسننتظر ما سيقوم به النائب العام في الحق في الطعن خلال 60 يوما، وقد بدأ المكتب الفني فعليا في دراسة الطعن على الحكم، وفيه أيضا قانون إفساد الحياة السياسية الذي صدر في عهد المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والمعروف بـ«قانون الغدر”، وسنوجه دعاوى الفساد السياسي على مدار الثلاثين سنة التي حكم فيه البلاد، وهناك أيضا المادة 241 من الدستور التي تنص على التزام مجلس النواب المقبل بإصدار قانون العدالة الانتقالية الذي يكفل كشف الحقيقة وتعويض الضحايا والمضي نحو المصالحة الوطنية.وهل تعتقد أن تعويض أهالي الشهداء ماديا سيهدئ من روعهم؟ بالتأكيد أي تعويض مادي لن يهدئ من روع أي أم مكلومة على ابنها، لكنه يبقى جزءا قليلا من التعويض، كما أن المادة 241 من الدستور تتحدث عن كشف الحقيقة والمحاسبة، قبل أي تعويض، ولن نشعر بإرساء العدالة الانتقالية من دون تطبيق هذه المادة، وعليه لابد من أن يحاكم مبارك بقانون إفساد الحياة السياسية، ومحاكمته جنائيا.كيف ترى تداعيات الحكم على الحياة السياسية، خاصة بعد سقوط قتلى وجرحى خلال مظاهرات رافضة للحكم؟ للأسف أي تظاهرات غضب ستؤدي إلى سقوط ضحايا جدد، والاحتجاجات التي خرجت (أمس الأول) كانت رد فعل تلقائيا لحالة الغضب التي سادت لدى شريحة من الشعب المصري، وفي النهاية هذا النوع من التحركات لن يكون له أي مردود، ولا يؤدي لأي شيء سوى مزيد من الضحايا، وعليه يجب أن تكون تحركاتنا قانونية حتى لا يفتح الباب للإخوان للاصطياد في المياه العكرة، حيث دعوا أنصارهم للاحتشاد في ميدان التحرير بعد المظاهرات التي خرجت (أول أمس)، لإحداث فتنة مجتمعية، لذا نحتاج لتفويت الفرصة عليهم وعدم استغلال المظاهرات الرافضة لحكم تبرئة مبارك لتقويض نظام السيسي.وما هي الخطوات التي تنوون اتباعها؟ نحن لا نفكر في التحرك في الشارع، وستكون تحركاتنا قانونية، وفي المقابل لا أحد يوقف هذه التظاهرات الغاضبة وستستمر تلقائيا، حتى يهدأ روع الشارع، وقد أصبحنا نحن شباب الثورة نشعر بأن حكم البراءة بمثابة شهادة وفاة لثورة يناير، وبات الإحباط يحيط بالقوة التي شاركت في الثورة، وأهالي الشهداء يشعرون بالألم، وقليلون يشعرون بحالة فخر، ويرى فلول مبارك أن حكم البراءة هذا ليس مجرد حكم، وإنما تأكيد على أن 25 يناير مؤامرة وليس ثورة شعبية، وقد عادت الأمور إلى نصابها بعد هذا الحكم، وهم يحاولون استخدامه للترويج لهذه الفكرة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وقد رد المجلس العسكري على ذلك أثناء توليه زمام الأمور، حينما خرجت قياداته عن صمتها واستنكرت كل من يدعي بأن ثورة يناير مؤامرة، وقام اللواء محسن الفنجري بإلقاء التحية العسكرية على أرواح الشهداء، وقال الرئيس السيسي في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن ما حصل في مصر ثورة على حكم الفرد، وكان يقصد مبارك.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: