الصــورة النمطيـــة في الغــرب ضـد المسلمــين تنحصر في فئـة ضئيلـة

38serv

+ -

يستضيف مركز “الخبر للدراسات الدولية” الأستاذ سليمان زيغيدور، الكاتب ومدير تحرير قناة “تي في 5 موند”، لإلقاء محاضرة اليوم الاثنين 1 ديسمبر الجاري في المدرسة العليا للصحافة ببن عكنون، ابتداء من الساعة العاشرة صباحا، حول موضوع “صورة الإسلام والعرب في الإعلام الغربي”. ويقدم زيغيدور أجوبة عن ما يقال بأن وسائل الإعلام الغربية تقدم صورة سلبية ونمطية عن الإسلام. وقال زيغيدور، في حوار مع “الخبر”، إن هذا الرأي عبارة عن اعتقاد منتشر بين النخب العربية، وستكون المحاضرة التي يلقيها اليوم فرصة لتقديم رأيه في الموضوع والتعمق أكثر في المسألة.كيف تقرأ صورة المسلم والعربي في وسائل الإعلام الغربية حاليا؟ عمليا، يتصور العرب أن صورة المسلمين سيئة في وسائل الإعلام الغربية، وهذا يحتاج إلى قراءة نسبية. ويجب التوضيح هنا، أنه لا يوجد إعلام غربي موحد ممركز ذو صبغة واحدة، خاضع لأوامر موحدة. أعتقد أن النمطية في ما يسمى علاقة الإسلام بالغرب موجودة لدى بعض الصحف الأوروبية في علاقتها مع العرب والمسلمين، وهذه الصحف لها ميول أيديولوجية معينة، ولا تشكل أغلبية في المجتمعات الغربية، فغالبية الصحف في الغرب تمتاز بالجدية وتحاول تقديم صورة عقلانية عن العالمين العربي والإسلامي، وتبتعد عن النمطية، وفي المحصلة نجدها تقدم صورة مهنية لا هي بالمؤيدة ولا هي بالمسيئة. أعتقد أن الصحف الغربية تحاول التحلي بالجدية وتسعى لتقدم المادة الموضوعية، والفرصة اللازمة حتى يتعرف قراؤها على العالم العربي والإسلامي بمرونة وموضوعية أكثر من الصحف العربية ذاتها. وهنا نتساءل من اكتشف فضيحة “سجن أبو غريب” مثلا؟ أليست هي وسائل الإعلام الأمريكية، من قام بتغطية الهجوم على غزة من الداخل؟ أليست هي وسائل الإعلام الغربية؟أين يكمن الخلل في وسائل الإعلام العربية إذن؟ دور الصحافة هو نقل المعلومات، وهذا يشترط من الصحفي أن يكون موجودا في مكان الحدث، لكن المعروف عن الصحافة العربية بشكل عام أنها لا تعطي للتقرير الصحفي والروبورتاج الميداني مكانة أساسية، وهذا يندرج ضمن أزمة شاملة، أوجدت أزمة قراء، حيث إن جزءا كبيرا من الرأي العام العربي ليس ناضجا وليست له علاقة نقدية حتى يشترط من الصحفي أن يعطيه الحدث بموضوعية و يمارس حقه في المواطنة، من منطلق أن أول حق في المواطنة هو الحق في الإعلام. المشكلة أن عددا كبيرا من الصحفيين العرب يعرفون حالة من انعدام التمييز بين نقل الحدث والتعليق عليه. هذا ما أدى إلى كون الإنسان العربي يثق في وسائل الإعلام الغربية، أكثر من ثقته من وسائل الإعلام العربية.وما هي انعكاسات هذا الواقع الإعلامي على الإنسان العربي؟ لقد أوجدت هذه الظاهرة حالة من الضبابية. لو نأخذ القضية الفلسطينية مثلا، نجد أن الجميع متحمسا لها، لكن قليلا من يعرف القضية في العمق وفي بعدها الحقيقي. لهذا أقول إن الصحف الأوروبية والأمريكية تقدم أهم المعلومات وأكثرها دقة مقارنة بالصحف العربية، حتى للصحفيين العرب أنفسهم، وهذا رغم وجود صحفيين مخضرمين محترمين وجديين متضلعين بخبايا الأمور.هل الصورة الموجودة للعرب والمسلمين في الغرب متعددة؟ نعم، لا توجد صورة واحدة للمسلم في وسائل الإعلام الغربية. هناك صورة إنسانية عقلانية، بدليل أنه لو كانت هذه الصورة سلبية لما شاهدنا ليلة الهجوم على العراق سنة 2003 خروج ستة ملايين متظاهر ضد العدوان في عدد من العواصم الغربية، ولما قرأنا رسالة البابا للرئيس جورج بوش، يتخذ فيها موقفا صريحا ضد الحرب والعدوان على العراق، وقد حدث هذا في وقت أصدر بعض علماء المسلمين فتاوى تنادي إلى الصراعات الأهلية والطائفية في بلد ما. وفي المحصلة، أقول إن هناك أحزابا وتيارات حاقدة تبرز صورة سلبية للعرب والمسلمين، ولكنها تشكل فئة ضئيلة داخل المجتمع الغربي الذي يتسم بالعقلانية في غالبيته.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: