استبعد الشيخ محمود العيساوي، خطيب وإمام الحضرة القادرية في العراق، أن تؤدي الأوضاع الأمنية الخطيرة التي يمر بها العراق إلى انقسامه. وتحدث الشيخ محمود العيساوي خلال ندوة فكرية، أمس، بمقر اتحاد الكتاب في العاصمة، حملت موضوع “مشايخ الطريقة القادرية بين بغداد والجزائر.. من مقاومة الاستعمار إلى مكافحة الإرهاب”، عن المشهد العراقي واصفا إياه بـ”المخزن”، كما قال: “الإجرام في العراق تجاوز كل الحدود وبات أمرا لا يصدق”.وأشار الشيخ محمد العيساوي إلى تواجد العشرات من العصابات الإجرامية في العراق التي تسعى إلى تخريب كل ما هو مقدس، من مساجد وأضرحة، وتنفذ أجندة تخريبية تمزق المواطن العراقي. وأوضح خطيب وإمام الحضرة القادرية في العراق، بأن من يقود اليوم في محاولات تمزيق العراق باسم الإسلام والجهاد “هم مجرد عصابات تحمل أجندات غربية تخريبية وذلك بتواطؤ من بعض الدول العربية والإسلامية”.ورغم ذلك، فقد أكد الشيخ العيساوي على استحالة تشتت العراق، مشيرا إلى أن حضارة العراق والأزمات التي مر بها عبر التاريخ تجلى منه حصن منيع ضد الانقسام، حيث يتميز تاريخ حضارة بلاد الرافدين بالتعايش بين الأديان والإثنيات عبر العصور. ووصف الشيخ محمد العيساوي “ما يحدث في العراق اليوم بالعمليات الإجرامية التي لن تنجح في تمزيق وحدة الشعب العراقي الذي لايزال يقف صفا واحدا ضد الإجرام”،على قول الشيخ محمد العيساوي. واعتبر الشيخ أن ما يقوم به تنظيم “داعش” هو جزء من مخطط إجرامي يتطلب تضافر جهود المؤسسات الإسلامية الكبرى لمواجهته، وذلك على النسق الذي حاربت به جمعية علماء المسلمين الفكر الاستعماري في الجزائر، كما أوضح الشيخ بأن ما يجري من قتل للشعب العراقي يستدعي تحرك جامعة الدول العربية واتحاد العلماء المسلمين بسرعة لمواجهة هذا المد “المتطرف”، وشدد على تفعيل دور التربية لنشر الوعي في الأسر العربية والإسلامية لمواجهة الإرهاب. من جهته، أوضح الدكتور العراقي جواد علي الكسار، بأن الواقع اليوم في البلاد العربية والإسلامية يعاني من حجب المعرفة والعقل، وأشار إلى أن الفكر الذي قدمه العلامة الكبير مالك بن نبي يشرح الكثير من واقع الدول العربية ويكشف اللبس في المشهد السياسي.واعتبر الباحث العراقي أن إعادة تكوين خارطة العالم العربي وفق استراتيجية “سايكس بيكو” التي وضعها الغرب لإعادة تقسيم العالم العربي، لم يكن لها أن تتحقق دون فكرة “قابلية الشعوب العربية للاستعمار” التي تحدث عنها مالك بن نبي، ودعا ضيوف المواطن الجزائري إلى مزيد من الاهتمام بفكر مالك بن نبي، حيث استغرب الدكتور جواد الكسار التقصير الجزائري تجاه كتابات هذا الرجل الذي سافرت أفكاره إلى كل دول العالم.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات