دعا عمار سعداني، أمين عام جبهة التحرير الوطني، أمس، في خطابه بمركز الاتفاقيات لسوناطراك بوهران، رجال الإعلام لـ«نقل هذا المشهد بصدق، لأن الصدق يدخل إلى الجنة. والكذب يدخل إلى النار”، وهذا قبل أن يخوض في موضوعه الذي تمحور حول “الدعم الدائم والأبدي للمجاهد عبد العزيز بوتفليقة”. وقد خطب سعداني أمام أكثر من 1500 مناضل من الحزب، استقدموا من كل ولايات غرب البلاد، من البيض إلى الشلف ومن تلمسان إلى تيسمسيلت، كما استقدم منظمو هذه الندوة الجهوية طلبة الجامعات والمنخرطين في الجمعيات الموالية للأفالان، ودخل سعداني قصر المؤتمرات وسط “تستيفة من الخيالة”، وفي ظل تدافع كبير، حيث تسابق المناضلون وتزاحموا للفوز بمصافحته وتقبيله. وخلافا لما كان يتوقعه المناضلون من أن أمينهم العام سيواصل هجماته على المعارضة والصحافة والمخابرات والاتحاد الأوربي وغيرهم من “أعداء جزائره”، فقد كان مهادنا، باستثناء ما تعلق بغريمه عبد الرحمن بلعياط، الذي ذكره بالاسم وكرمه بـ”السي”، وقال له: “إذا أردت أن تكون مناضلا اذهب إلى سطيف لأراك”. وأكثر من ذلك وجه دعوة إلى المعارضة، وقال: “إننا نمد يدنا من وهران لمن يسمون أنفسهم بالمعارضة، لنعمل معا للمحافظة على استقرار البلاد”. وقال أيضا: “شوفوا ليبيا، شوفوا الشام، شوفوا العراق ومصر. احذروا من المغالطين، إننا مستعدون للعمل مع كل الجزائريين لنجتاز المرحلة الصعبة التي تمر بها بلادنا”. وكان سعداني قد بدأ خطابه بالقول: “جئنا اليوم إلى وهران كي ندعم ونساند ونقف إلى جانب الرئيس المجاهد عبد العزيز بوتفليقة. هذا الرجل الذي تعرفونه يا أهل وهران. وهران التي كان المغني فيها يقول قبل 1999 “جاء الماء نوض تعمر”، إذا كان فيها جاحد فإن فيها كثيرين يعترفون بالخير”. واستمر سعداني في هذا المستوى من الخطاب البسيط، وعدد “إنجازات فخامته من طرقات، مدارس، ثانويات، جامعات. لقد وقفنا معه في أفريل. واليوم لا نقول له ما قال بنو إسرائيل لموسى “اذهب أنت وربك وقاتلا، إنا ها هنا قاعدون. إن حزب جبهة التحرير الوطني يساند الرئيس جهارا نهارا ولا نشد العصا من الوسط”. ليوجه دعوته للمعارضة للعمل اليد في اليد لمساندة الرئيس. وقال سعداني لمناضلي حزبه: “إن حزبكم بخير، إنه القاطرة وليس العربة”. وذكرهم بالوضع الذي كان عليه الحزب قبل قدومه إلى الأمانة العامة: “كانت المحافظات مغلقة. والرتيلة معشعشة في القسمات. والمحافظ في الشارع يمشي بالأختام في جيبه. أقول للذين يعارضون الهيكلة الجديدة، تقدموا، لقد انتهى وقت الأمانة العامة إلى الأبد. وانتهى عهد جبهة حيدرة. إن القرار والترقية والترشح في القاعدة”. ثم عرج على مطالب “الحزب الذي يملك الأغلبية. إن الكل يطالب بأن تأخذ الجبهة حقها في الوزارات، السفارات والإدارات. إن الأغلبية التي نتمتع بها يجب أن تتجسد فعليا”. وكان الانتقاد والتحامل الوحيد الذي نطق به عمار سعداني، أمس، في وهران، يخص القانون البلدي الذي وصفه بـ«المجحف”. وقال: “يجب أن نعطي للمنتخب قيمته ولرئيس البلدية وغيره. اليوم المنتخب خائف من س. ج. هذا التخويف يجب أن ينتهي. لأننا اليوم بفضل قرارات الرئيس أصبح الوزير وزيرا وليس وزيرا غير ربع. هكذا بدأت الدولة المدنية تتجسد شيئا فشيئا في بلادنا”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات