+ -

كشفت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات الرئاسية في تونس أن المترشح منصف المرزوقي تقدم بثمانية طعون في النتائج الأولية المعلنة، وتفصله عن منافسه قايد السبسي ست نقاط فقط (39,4 بالمائة للسبسي و33,4 للمرزوقي). وفي هذه الحالة، يؤجل موعد الدور الثاني حتى تدرس الطعون ثم يعلن عن تاريخ الجولة الثانية، مع الأخذ بعين الاعتبار مدة الحملة الانتخابية التي ستدوم أسبوعين، ما يرجح بأن الدور الثاني سيجري في 21 أو 28 من ديسمبر.من جانبه، أعلن زعيم حركة النهضة، راشد الغنوشي، أنه طلب من  المرزوقي، المترشح والرئيس المؤقت للجمهورية التونسية، سحب الطعون، بينما يسعي الاتحاد العام التونسي للشغل، الذي يقوم بدور “الحكم” في الصراعات السياسية، مع تنظيمات وأحزاب، للدعوة إلى نبذ الخطاب التحريضي. وجاءت المبادرة بعد تصريح قايد السبسي الذي أجج الوضع، حين وصف المصوتين على المرزوقي بـ«الجهاديين والسلفية والإسلاميين المتطرفين”، وخرج إثر ذلك أنصار المرزوقي إلى الشارع للتنديد.وتتجه الأنظار نحو حركة النهضة والجبهة الشعبية، الأولى تحتل المرتبة الثانية في البرلمان من حيث عدد المقاعد، والثانية، ذات توجه يساري، تحصلت على المرتبة الثالثة في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية،  ولو أن قرارها سيكون لصالح نداء تونس وزعيمه قايد السبسي، في حين يبقى موقف النهضة غامضا، وقد أعلن الغنوشي “الحياد”، تاركا القرار  وفق ضمير كل ناخب.ويرى المتتبعون للشأن التونسي أن النهضة رابحة في كلتا الحالتين إذا ساندت المرزوقي وفاز، ستقول له إنها أعطت تعليمات سرية، التي لم تعد سرية، لمساندته، وبالتالي تكون في وضع متجانس في تشكيل الحكومة ومواجهة المعارضة التي يقودها وقتذاك نداء تونس. وفي حال مساندة السبسي وفوزه، ستشكل معه تحالفا ضخما يقضي على المعارضة داخل البرلمان. غير أن التجانس بين الكتلتين غير وارد في الوقت الراهن، نظرا للعوامل التي تفرق بينهما. أما إذا ساندت المرزوقي وخسر فستقول إنها لم تفعل، وإذا ساندت، وذلك مستبعد، السبسي وخسر، سيكون البرلمان معارضا للسياسات القادمة، وقد تنجر عنه أزمة سياسية جديدة. وفي كل الحالات، سيكون دور المعارضة داخل البرلمان عنيفا، وبالتالي لن يكون دور رئيس الحكومة القادم هينا ولو أنه يتمتع بصلاحيات واسعة.إذا، تتجه الأنظار في الوقت الراهن إلى الجبهة الشعبية والاتحاد الوطني الحر وتيار المحبة، الذين يشكّلون نسبة 19 بالمائة من المصوتين، لكنهم متشتتون بين اليسار والعلماني والرأسمالي والإسلامي، وقد تتوزع أصواتهم بين المنافسين، إلى حد بعيد من التساوي.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: