كشفت عمادة الأطباء الفرنسيين عن إحصائيات جديدة تخص عدد الأطباء الأجانب العاملين في السلك الطبي في فرنسا، واحتل الأطباء الجزائريون الصدارة بأزيد من 12 ألف طبيب في مختلف التخصصات. وشملت دراسة العمادة تطور اقتحام الأطباء الأجانب من سنة 2007 إلى السنة الجارية.تعطي الأرقام الجديدة عن معدل الأطباء الجزائريين العاملين في المستشفيات الفرنسية، دليلا على أن سياسة “تهجير الكفاءات” إلى الخارج ما تزال متواصلة، وعدم بذل الحكومة الجزائرية مجهودات لاستعادة هذه “الثروة البشرية” بحكم أن هذه الكفاءات المغتربة في الخارج وخصوصا فرنسا، الجزائريون ومستشفياتنا أولى بهم. واستنادا إلى إحصائيات عمادة الأطباء الفرنسيين التي نشرتها، أول أمس، فإنه يوجد 22 ألف و568 طبيب أجنبي يعملون في المستشفيات الفرنسية، يتصدر الجزائريون القائمة بـ55 بالمائة، أي ما يعادل 12 ألف و181 طبيب، وذكرت الهيئة الطبية أن العدد مستمر في الارتفاع، فيما اعتبرت الأطباء العاملين في السلك الطبي ممن ولدوا في الجزائر والمغرب وتونس وهم بنسبة 43.6 بالمائة، أجانب عن القطاع الصحي الوطني الفرنسي.ومعلوم أن إحصائيات نشرت العام الماضي عن “الديموغرافيا الطبية” في فرنسا، كشفت أن الطاقم الطبي يمثل فيه الجزائريون 40 بالمائة، أي ما يعادل 10 آلاف طبيب، وهو ما يوضح ارتفاعا بـ6 آلاف طبيب جزائري لهذه السنة، فيما كان العدد محصورا بحدود 7 آلاف طبيب في سنة 2011. وقال رئيس عمادة الأطباء الجزائريين بقاط بركاني في تصريح لـ”الخبر” إن “هذه الظاهرة حذرنا منها في السابق، وأضحت الأغلبية الساحقة من الأطباء يتكونون بهدف الخبرة والهجرة إلى الخارج بسبب ظروف العمل والمحيط في الجزائر”، مشيرا إلى أن “الجزائر تحولت إلى بلد يكوّن الأطباء لفرنسا خاصة”.وأوضح بركاني “يرتفع عدد الأطباء الجزائريين في فرنسا على وجه الخصوص، بحكم القوانين، فالعمل في هذا البلد أسهل منه مثلا في بلجيكا، لكن للأسف هذه الظاهرة ما تزال مستمرة ومن غير المعقول أن تواصل السلطات في دور المتفرج وهي تكون الأطباء للخارج، فالطبيب عندما يتكوّن يتحول إلى رأسمال حقيقي، وهنا نوضح أن معظم الأطباء في الجزائر لا يوظفون حسب اختصاصهم وهو من دوافع هجرتهم”.وذكر رئيس عمادة الأطباء بأن “المسؤولية تتحملها وزارتا التعليم العالي والصحة، ففرنسا نجحت في استقطاب أطباء جاهزين من الجزائر، والحل يكمن في طاولة مستديرة لتشخيص الظاهرة وإيجاد مخارج لاستمرار هجرة الأدمغة”، مشيرا إلى أن “تكوين الأطباء أضحى تقنيا، وللأسف الجزائر لا تتوفر على التقنيات اللازمة لا اجتماعيا ولا مهنيا ولا محيطيا”.واعترف بركاني بأن “عودة هذه الأدمغة صعب خصوصا بالنسبة للذين ثبتوا أنفسهم في فرنسا، لكن العملية يجب أن تتم بصفة متدرجة، وأشير هنا إلى أن المسؤولين الجزائريين عندما يتوجهون إلى المستشفيات الفرنسية، يحيلهم الأطباء الفرنسيون على أبناء بلدهم الجزائريين، فماذا تعني هذه الرسالة”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات