الهجـــــرة النّبويّـــــة.. دلالات وآفـــــاق

+ -

وردت روايات شتّى فيما كان يدهن به المشركون للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ليدهن لهم ويلين ويترك سبّ آلهتهم وتسفيه عبادتهم، أو يتابعوه في شيء ممّا عليه ليتابعوه في دينه وهم حافظون ماء وجوههم أمام جماهير العرب، على عادة المساومين الباحثين عن أنصاف الحلول، ولكن الرّسول المعصوم صلّى الله عليه وسلّم كان حاسمًا في موقفه من دينه لا يدهن فيه ولا يلين. وهو فيما عدَا الدّين ألين الخلق جانبًا وأحسنهم معاملة وأبرّهم بعشيرة وأحرصهم على اليسر والتيسير.

ولم يُساوم صلّى الله عليه وسلّم في دينه وهو في أحرج المواقف العصبية في مكة، وهو محاصر بدعوته، وأصحابه القلائل يتخطّفون ويعذّبون ويؤذون في الله أشدّ الإيذاء وهم صابرون، ولم يسكت عن كلمة واحدة ينبغي أن تقال في وجوه الأقوياء المتجبّرين، تأليفًا لقلوبهم أو دفعًا لأذاهم. ولم يسكت كذلك عن إيضاح حقيقة تمسّ العقيدة من قريب أو من بعيد.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: