ثلاث شخصيات ستحدد اسم الرئيس التونسي القادم

+ -

أفضت الرئاسيات التونسية إلى جولة ثانية حاسمة بين الباجي قائد السبسي، زعيم نداء تونس المحسوب على نظام بن علي، والرئيس الحالي المنصف المرزوقي مرشح الثورة، يوم 28 ديسمبر القادم، وسيكون عنصر التحالفات مع كل من حمة الهمامي وسليم الرياحي والهاشمي الحامدي أكبر المرشحين الخاسرين في هذه الانتخابات، مرجحا لأحد المتنافسين، للتربع على عرش قرطاج. أظهرت النتائج الأولية للرئاسيات التونسية، التي جرت يوم 23 نوفمبر، بعد فرز ثلثي الأصوات، فوز الباجي قائد السبسي بنتيجة 42 بالمائة، متقدما بثلاث نقاط عما تحصل عليه حزبه “نداء تونس” في الانتخابات التشريعية عندما حصل على 39 بالمائة من المقاعد، وهذا بالرغم من تراجع نسبة التصويت من نحو 63 بالمائة في التشريعيات إلى 53 بالمائة في الرئاسيات، لكن السبسي استفاد من دعم عدة أحزاب صغيرة ومتوسطة، كما انسحب مرشحون مقربون منه من الرئاسيات لزيادة حظوظه. أما المنصف المرزوقي، زعيم حزب المؤتمر من أجل الجمهورية (يسار الوسط)، فسجل صعودا صاروخيا، من أقل من 2 بالمائة من المقاعد في التشريعيات إلى 34 بالمائة من الأصوات، وهذا يؤكد أن قواعد حركة النهضة التي حصلت على قرابة 32 بالمائة من المقاعد في التشريعيات صوتت لصالح المرزوقي في الرئاسيات، بالإضافة إلى دعم حزب الإصلاح السلفي له رغم مقاطعته للانتخابات التشريعية السابقة، بالإضافة إلى دعم بعض الأحزاب الصغيرة الأخرى له. المفاجأة الصغيرة في هذه الانتخابات تتمثل في تفوق حمة الهمامي، زعيم الحزب الشيوعي ومنسق الجبهة الشعبية (أقصى اليسار)، على سليم الرياحي، رئيس الاتحاد الوطني الحر (ليبرالي)، الذي سبقه في الانتخابات التشريعية بفارق مقعد واحد (16 مقابل 15 مقعدا)، وحصل الهمامي على 9 بالمائة من الأصوات، ما يجعله أبرز لاعب ثانوي، وإن كان الهمامي شريك المنصف المرزوقي في إسقاط نظام بن علي، إلا أنه أيضا كان شريك السبسي في إسقاط حكومة الترويكا التي كان حزب المرزوقي أحد أضلعها الثلاثة، فضلا على أن السبسي، الذي يضم في صفوف حزبه يساريين، يملك ورقة الحكومة التي قد تغري الهمامي بدعمه مقابل الحصول على حقائب وزارية، لذلك ففرص الهمامي للمناورة السياسية كبيرة.

سليم الرياحي، الذي حل رابعا في الانتخابات بنحو 5 بالمائة من الأصوات، يبدو أقرب للمنصف المرزوقي منه إلى السبسي، وهذا لسبب بسيط يتمثل في تعرضه لحملة إعلامية شعواء من وسائل الإعلام المحسوبة على حزب “نداء تونس”، فضلا عن العداء التاريخي والشخصي ضد نظام بورقيبة الذي بسببه فر والده إلى ليبيا لاتهامه بأنه أحد أنصار صالح بن يوسف، الزعيم التونسي الذي يتهم بورقيبة باغتياله، فضلا على أن “حزب نداء تونس” يتهم الرياحي باستقطاب جزء من أنصار بن علي إلى صفوفه، بالرغم من أن السبسي يعتبر نفسه الوريث الشرعي للحزب الحاكم في زمن بورقيبة وبن علي، والأولى بتركة التجمع الدستوري المحل.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: