باشر فريق من الخبراء الأتراك الأسبوع المنصرم، عملية مسح ضوئية ثلاثية الأبعاد لمختلف أجزاء المعلمين الأثريين قصر الباي وجامع ”الباشا”، الواقعين قرب ساحة أول نوفمبر بوهران، بمقتضى الاتفاق الممضى بين مسؤولي الوكالة الدولية التركية ”تيكا”، ووالي ولاية وهران لترميم المعلم بتمويل مزدوج بنسبة 50 في المائة لكل طرف. استبشر سكان الباهية والمهتمين بالآثار، خيرا بشروع الأتراك في عملية جمع المعطيات الخاصة بمختلف أجزاء المعلمين للتوصل إلى تشخيص مدقّق للموقعين. تسمح عملية المسح الضوئي ”السكانير” بمعرفة درجة اهتراء الأسوار والأساسات وحجم التشققات، بسبب تسربات مياه الأمطار وتأثير الزلازل والرطوبة، بحكم وقوع المعلمين على مقربة من البحر. وتمكّن تقنية ”السكانير” من تفادي أعمال الحفر وتعرية الجدران لإجراء التشخيص، قبل تقييم التكلفة المالية لأشغال الترميم، تجسيدا لمحتوى الاتفاق المشترك بين الوزير الأول عبد المالك سلال والرئيس التركي طيب أردوغان، الذي عبّر عن إرادة بلده القيام بترميم المعالم الممجدة للوجود العثماني في الجزائر. وفي هذا الصدد، أكد المدير العام للديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية عبد الوهاب زكاغ في تصريح لـ”الخبر” بأن ”الطرف الجزائري اشترط على الأتراك تكوين الخبراء المحليين على تقنيات ترميم المعالم الأثرية. من جهتهم طالب الأتراك تمكينهم من صفقات ترميم المعالم الأثرية في الجزائر”. تندرج عملية ترميم معلم قصر الباي وجامع ”الباشا” ضمن هذا الإطار، لكن الأتراك فضّلوا ترميم قصر الباي فقط، لأنه المعلم العثماني الوحيد المشيّد في 1792، مع استثناء المعالم الأخرى الواقعة في نفس الموقع المتربع على مساحة 5 هكتارات، على غرار المعالم الاسبانية كأسوار الدفاع ”روز الكازار”، مراكز المراقبة، بطاريات المدفعية المضادة للطيران، الحصن المريني الأحمر الذي يعود تاريخه لما بعد 1347 ميلادية، الإسطبلات، باب شاطوناف، وهي معالم مصنفة في معظمها. وهو ما أثار حفيظة المهتمين بالآثار حول كيفية ترميم جزء من الموقع الأثري وترك البقية. علما أن الدراسة الأولى لمشروع الترميم المنجزة من طرف مكتب دراسات جزائري، أخذت بعين الاعتبار كل الموقع. كما اختار الأتراك ترميم مسجد ”الباشا” المشيد في 1796، بعد فسخ عقد مكتب دراسات محلي، كان قد شرع في الدراسات من أجل ترميم المعلم، وجاءت كل الإعلانات عن الصفقات العمومية لاختيار مكتب دراسات آخر بلا جدوى لغياب العروض. تجدر الإشارة بأن سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في الجزائر، كانت قد تبرعت بمبلغ 100 ألف دولار سنة 2007 لصالح مشروع ترميم المسجد. ويبقى الأمر الإيجابي في الموضوع هو إعادة بعث مشاريع الترميم بوهران من خلال الشراكة مع الأتراك.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات