تسلم، أول أمس، عميد عازفي الكمان الجزائريين، الشيخ الناموس، أول بطاقة فنان في تاريخ الجزائر المستقلة، حيث اختارت الوزارة 31 فنانا من بين ألف ملف تم دراسته، لتسلمهم البطاقة التي تضمن لحاملها الحق في الضمان الاجتماعي، في حفل خاص حضره عدد من الفنانين القدامي الذين قدموا إسهامات فنية في الموسيقى، التمثيل، الشعر والرسم. تسلم الفنان الشاب بشري محمد أول بطاقة فنان نيابة عن والده الشيخ الناموس الذي غاب عن الحفل. وقد شارك في تنشيط الحدث الذي نظم بفندق الأوراسي العديد من الفنانين على غرار بعزيز، عبد الله مناعي، حميدو وغيرهم من الفنانين الجزائريين الذين صعدوا للمنصة لأداء وصلات غنائية وإلقاء بعض القصائد. واستمر الجدل حول هوية الفنان الجزائري، حيث تباينت أصداء الحاضرين تجاه بطاقة الفنان، كما سادت في القاعة حالة من الجدل بخصوص من هو الفنان في الجزائر؟ وهل يتساوى مغني الملاهي الليلية مع الفنان الذي قضى حياته في البحث عن الكلمات الهادفة والأداء المتميز؟ وطرح البعض في هذا الإطار فكرة تصنيف الفنانين على مستويات تضمن حماية الإبداع، ولا تقصى أحدا وتمنح في الوقت نفسه حق التقدير والاعتراف للفنان الحقيقي، وهي المبادرة التي لم تشر لها بطاقة الفنان المسلمة من طرف المجلس الوطني للفنون والآداب، حيث تضمنت فقط عبارة ”ممثل” بالنسبة لكل من يمتهن التمثيل، ”مغني” بالنسبة لكل من يقوم بالغناء، ”شاعر” بالنسبة لكل من يكتب القصائد. وغاب عن الحفل عديد الأسماء الفنية البارزة التي وقّعت خرجات إعلامية سابقة ضد مشروع ”بطاقة الفنان”، على غرار الممثل محمد عجايمي، كما غاب عن الحدث، أحمد رابية، شافية بوذراع، فريدة صابونجي، بالإضافة إلى مغني الراي الجزائريين الذين وقّعوا غيابا جماعيا. وأكدت وزيرة الثقافة، نادية لعبيدي، أن اللقاء رمزي، لا يمكنه جمع كل الفنانين الجزائريين، كما قالت إن قرار توزيع بطاقات الفنان، يأتي بعد عام من صدور المرسوم التنفيذي الخاص بحق الفنان في الضمان الاجتماعي، الذي وقعته وزارة الثقافة ووزارة العمل. وأوضحت الوزيرة، في هذا الإطار، بأن هذه الخطوة ستعزز قريبا بصدور قانون الفنان الذي يلقى دعما وتأييدا من طرف نواب المجلس الشعبي الوطني، كما أشارت إلى أنها التقت مؤخرا بنواب البرلمان وأبدوا استعدادهم للمصادقة على قانون الفنان حال جاهزيته، ودعت إلى تأسيس صندوق يرافق الفنان ويتكفل به في حالات المرض والحالات الخاصة التي يمر بها أحيانا. ووصف رئيس المجلس الوطني للفنون والآداب، عبد القادر بن دعماش، من جهته، الخطوة بالاعتراف الرسمي للدولة بالفنان، من خلال تقنين مهنته، ليستفيد من حق الانخراط في صندوق الضمان الاجتماعي. وفيما يتعلق بالفنانين المتقدمين في السن، والذين لم تسنح لهم فرصة الحصول على بطاقة الفنان المحترف في السنوات الماضية، قال بن دعماش إن عملية تسوية وضيعتهم القانونية عن طريق المادة 11 من القانون الأساسي للفنان هي قيد الإنجاز، مضيفا بأن كل نفقات المساهمة في الصندوق ستكون على حساب الدولة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات