سجّل رئيس لجنة صناعة القارئ باتحاد الناشرين العرب، ومدير الدار المتوسطية التونسية للنشر، عماد العزالي، في حوار لـ ”الخبر”، عند تقييمه للصالون الدولي للكتّاب بالجزائر، العزوف النسبي عن الكتب الفكرية والسياسية وحتى الأدبية. موضحا بأن هذا التراجع في معرض الجزائر، مؤشر على وجود خلل في منظومة المقروئية، بحيث يتطلب البحث في سبب هذا العزوف الذي لم يسجل من قبل. كشف، المتحدث، عقب إسدال ستار معرض الكتاب الدولي، عن كتاب جديد قيد التأليف، يتناول فيه المؤلف الجزائري محمد قاسم جيلالي موضوع ”أمراء الجيا وداعش”، بعدما أثار كتابه ”شيوخ الإنقاذ والدولة الإسلامية” شغفا كبيرا لدى شريحة الشباب لمعرفة أسرار أحداث فترة التسعينيات في الجزائر.يرى العزالي أن كتاب ”شيوخ الإنقاذ والدولة الإسلامية” قد غاص في عمق فكر الجماعات الإسلامية، وخلص إلى أن هذا الفكر يحمل في داخله بذور اندثاره لعدم انسجام تركيبته البشرية، وكذا كونها انزلقت في أول امتحان لها إلى العنف، وعجزها عن إدارة التجاذبات والإرهاصات والاختلافات السياسية مع التيارات الأخرى. كما حاول صاحب الكتاب، يضيف المتحدث، التوثيق لأحداث التسعينيات، لاستخلاص العبر والمواقف، وكذا تسليط الضوء على بعض صراعات الأجنحة في السلطة أو الأحزاب، ودورها في التأثير على مسيرة جبهة الإنقاذ. كما تطرّق المؤلف إلى الانتخابات البلدية التي فاز فيها حزب جبهة الإنقاذ المحل، وما تبعها من شدّ وجذب وصدام، مارا على هاجس الانتخابات التشريعية وصولا إلى معركة حمروش معهم. فالكتاب، يتابع العزالي، يسرد لنا تفاصيل بعض اللقاءات التنظيمية، التي كان لها أثر كبير في مسيرة الحزب والهزة التي عرفها، متمنيا تحرك السياسيين الذين عايشوا هذه المرحلة للتعقيب والإضافة، أو تكملة العديد من المساحات الرمادية فيها. وانتقد العزالي فكر الجماعات المسلحة قائلا: ”إن الجماعات الجهادية تريد مبايعة مطلقة، ولا يقبلون عكس ذلك، وهو ما يؤدي إلى ميلاد العنف والتشدد لفرض منطقهم”. وحول اهتمام دار تونسية بكتّاب جزائريين، أوضح المتحدث أن اهتمامه انعطف مؤخرا صوب الكتّاب الجزائريين لما لهم من قيمة كبيرة في المشرق، في حين يعانون من غبن كبير من دور النشر المغاربية وخاصة الجزائرية، مرجعا سبب الغبن إلى سير المقروئية باتجاه الانقراض، وكذا عدم اهتمام دور النشر بأعمالهم. ودعا العزالي بصفته رئيس لجنة صناعة القارئ باتحاد الناشرين العرب، إلى تأسيس مشروع ثقافي موحّد يهدف إلى إعادة بعث ثقافة المطالعة لإزاحة الجهل. موضحا أن الثقافة تمثّل حاجزا أمام السياسيين الانتهازيين الذين يريدون بناء مجدهم على أكتاف الآخرين. وربط المتحدث نجاح المشروع الثقافي بابتعاده عن الإطار الرسمي والحكومي، وتركه ينمو في كنف المجتمع المدني والمثقفين، مشترطا التفاف المواطنين حوله لإنجاحه، خاصة وأن سكان المنطقة المغاربية يجمعهم تاريخ موحّد كعامل إقلاع للمشروع.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات