إنشاء منطقة عازلة سيؤثر على مستقبل المقاومة الفلسطينية

+ -

هل لك أن تنقل لنا الوضع في سيناء، في ظل استمرار العمليات العسكرية وإخلاء الشريط الحدودي الرابط بين مصر وقطاع غزة من المدنيين؟ بداية أريد أن أؤكد أن الحرب التي يشنها الجيش المصري ضد الإرهاب في سيناء، مقبولة لدى الكثير من أهالي المنطقة، وذلك لإدراكهم مدى أهمية هذا الموضوع، لكن الأهالي يريدون توضيح بعض الأمور الغامضة من الحكومة المصرية، فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب، وما يسمى بالمنطقة العازلة، ويتساءلون إذا ما كانت هذه الحرب من صميم محاربة الإرهاب، كما أن قرار خلق منطقة عازلة يرفضه العديد من أهالي سيناء، وأنا واحد منهم، وكان على الإدارة المصرية أن تبحث عن طرق أخرى لحماية الأمن القومي، وتأمين الحدود بعيدا عن التهجير، وأن تلجأ للحلول السياسية والدبلوماسية، إذ ليس من المنطق أن نفرض منطقة بعشرات الكيلومترات.إذن ما هو الحل في اعتقادك؟ صحيح أن تنظيم أنصار بيت المقدس وغيره من الجماعات والتنظيمات المتواجدة بسيناء، تشكل خطرا حقيقيا على الأمن القومي للبلاد وتعبث به، إلا أن فكرة تهجير جزء من أبناء سيناء لا ترضي شريحة كبيرة منا، لأن هذه المنطقة العازلة ستغير الملامح والموقع التاريخي لمدينة رفح، كما أنه من الصعب أن أترك أرضي وذكرياتي الطفولية وأذهب، أضف إلى ذلك فإن سيناء رمز للنضال ضد الكيان الصهيوني، وحتى نكون منصفين من الواجب علينا أن نتقبل بالوضع بشك أو بآخر، إن لم نستطع تغيير طريقة تفكير الدولة، وما علينا سوى التقبل بهذا والوقوف وراء المؤسسة العسكرية، لأنه في النهاية لا يوجد شيء أغلى من الوطن واستقراره، لكن في نفس الوقت يجب على الدولة أن تدرك بأن الحرب على الإرهاب لن تنجح إلا بإشراك أهالي سيناء، وإلا ستأخذ وقتا طويلا لأن الجيش لم يدخل المنطقة عسكريا منذ سنة 1967، وسيناء منطقة جبلية وصحراوية وعرة وبها مواقع حساسة لا يعرفها سوى أهاليها، كما أنني أشكك في هذا التنظيم ومصدره ومن وراءه.ومن وراءه حسبك؟ الموساد له يد في ذلك، وإلا كيف تقبل إسرائيل بأن يترعرع تنظيم عليه علامات استفهام كبيرة بجوارها، وأعتقد أنه يدخل ضمن الخطة التي رسمتها إسرائيل سنة 1982 بهدف ضم منطقتي الشيخ زويد ورفح إليها، وزرعت هكذا تنظيمات لزعزعة استقرار المنطقة، والضغط على مصر أمام المجتمع الدولي حتى تقدم تنازلات لدى إسرائيل، بغية خلق اتفاقية جديدة أو بروتوكولات جديدة على الحدود للحفاظ على أمنها، وإلا ما سمحت لهذا التنظيم أن يترعرع بجوار حدودها، لما سيشكله من خطر عليها مستقبلا، ووفرت له الأمان لتنفيذ خططها الحالية والمستقبلية، كما أن هذا التنظيم ليست لديه عقيدة ضد الكيان الصهيوني.لكن إنشاء منطقة عازلة سيزيد التضييق والحصار المفروض على قطاع غزة.. يجب أن نعترف جميعا بوجود أزمة كبيرة في غزة، والعقل السياسي الحاكم في غزة حركة حماس لديها رؤية أكثر شمولية تجاه مصر وحالة الاستقرار، أو ربما هي تعي أن من قرر مصير الشعب المصري في 30 يونيو، هو الشعب المصري نفسه وليس العسكر، وقد أخطأت حماس خطأً جسيماً ودعمت هذه التنظيمات بطريقة غير مباشرة.وما دليلك على ذلك؟ لحماس يد في خلق مناخ مناسب لهذه الجماعات بحكم الجوار، وإنشاء منطقة عازلة سيؤثر على مستقبل المقاومة الفلسطينية، لذا يجب على حماس أن تتفق مع الإدارة المصرية حول بروتوكول يليق بالشعبين، حتى لا تتضرر فصائل المقاومة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: