38serv
يعد كريم طابو، الناطق باسم الاتحاد الديمقراطي والاجتماعي، قيد التأسيس، الوزير الأول ووزير الداخلية بـ” عمل استعراضي” في البرلمان، تعبيرا عن تماطل السلطات في اعتماد حزبه. وقال طابو، لدى نزوله ضيفا على ركن “فطور الصباح”، إنه يعتبر الدفاع عن حقه في تأسيس حزب “قضية شرف وكرامة”، وأنه غير مستعد للتنازل عنه. وتناول صحفيو “الخبر” مواضيع عديدة مع السكرتير الأول للأفافاس سابقا، مثل مبادرة “الإجماع الوطني” ومستقبل “تنسيقية الانتقال الديمقراطي” والجدل حول تطبيق المادة 88 من الدستور.الناطق الرسمي للاتحاد الديمقراطي الاجتماعي يتهم”صفقة النظام والأفافاس بدأت في سويسرا وترسمت في التشريعيات” اعتبر كريم طابو مبادرة الإجماع الوطني التي يطرحها حزبه السابق، جبهة القوى الاشتراكية، مجرد “مسرحية سياسية”، الهدف منها إيجاد “إخراج ملائم لمسار التطبيع الذي بدأه الأفافاس مع النظام قبيل الانتخابات التشريعية”. وكشف طابو أن “لقاءات جرت في سويسرا بين حزب الدا الحسين وممثلين عن النظام مهدت لهذا الانقلاب الكامل في سياسات الحزب”.بدا كريم طابو متأثرا وهو يسرد ما قال إنها “مواقف ثابتة وواضحة صنعت اسم الأفافاس في الساحة السياسية كأقدم حزب معارض، يتم التنازل عنها تدريجيا”، مشيرا إلى أنه “صاغ مقترحا في مارس 2011، لما كان سكرتيرا وطنيا للحزب، وقعه حسين آيت أحمد، يتمسك بمواقف الأفافاس بانتخاب مجلس تأسيسي والانخراط في مسار سياسي من أجل التغيير، ينتهي بمسيرة ضخمة في العاصمة يقودها آيت أحمد ومهري”. وأضاف أن “آيت أحمد نفسه كان يقول عن المشاركة في تشريعيات 2007 إنها “زواج متعة مع السلطة”. لكن كل ذلك تغير، حسبه، وبدأت تتضح معالم “صفقة بين الأفافاس والنظام”.وأشار طابو إلى أن “لقاءات تمت بين الأفافاس والنظام بعضها في سويسرا، سيأتي الوقت للكشف عنها بالتفصيل، غيرت تماما مواقف الحزب، وجعلته يقبل بالمشاركة في الانتخابات التشريعية لسنة 2012”. مضيفا أن هذه اللقاءات “تمت دون علمه رغم أنه كان السكرتير الوطني للحزب”، ثم بدأت “ملامح التغير في الحزب بفرض أشخاص في القيادة وإعلان مواقف جديدة تختلف عن الراديكالية التي ميزت الأفافاس منذ إنشائه”.وجاءت الانتخابات التشريعية الأخيرة، حسب طابو، لتوضح “حقيقة الصفقة”، إذ “قبل الأفافاس رغم علمه بـ10 مقاعد لم تكن من حقه، في عدة ولايات، مثل قسنطينة وبرج بوعريريج والبويرة وبومرداس”. وهنا كانت أكبر صدمة، وفق ضيف “الخبر”، تعرض لها مناضلو الحزب الذي انسحب منه عدد كبير من الإطارات.وحول سبب مشاركته في هذه التشريعيات رغم ما كان يعلمه عن الصفقة، قال طابو: “لقد وقعت في فخ نصبته لنفسي. لما كنت السكرتير الوطني للحزب، كنت ممن وضع القانون الأساسي للحزب في 2007، الذي أجبرنا فيه مناضلي الأفافاس على الترشح في الانتخابات، بعدما صار مناضلونا يعزفون عن ذلك منذ أحداث الربيع الأسود”. وتابع طابو: “احترامي لقرارات الحزب لم يمنعني من أن أتبنى توجها سياسيا معارضا للمشاركة في الانتخابات، وقد تم تمرير قرار المشاركة في الحزب بقرار فوقي من آيت أحمد، بعد أن علموا أن كل القواعد رافضة للمشاركة، وحتى الندوة الوطنية للحزب لم تكن مقتنعة بهذا الخيار”.وذهب طابو إلى حد القول إن “الأفافاس يسعى لأن تكون تنسيقية الانتقال الديمقراطي ضده”، وذلك حتى “يدخل النظام والحكومة وحده”. واستفسر طابو: “منذ متى كان النظام يعرض على الأفافاس الدخول في الحكومة؟ لو لم تكن مدركة لما يفعل !”. وأضاف: “صحيح أنهم لم يشاركوا في الحكومة، لكنهم لم يرفضوا بل أجلو ذلك فقط. كأنهم قالوا لسلال كنت سريعا جدا، عليك أن تمهلنا بعض الوقت !”.كريم طابو يعتبر الحديث عن تطبيق المادة 88 “طرحا خاطئا””مستقبل المعارضة لا يوجد في الوصفة الطبية للرئيس” أوضح كريم طابو، الناطق باسم الاتحاد الديمقراطي والاجتماعي، قيد التأسيس، أن الحديث عن تطبيق المادة 88 المتعلق بحالة الرئيس الصحية “طرح خاطئ، لأن ذلك يدعو إلى الاعتقاد بوجود منظومة مؤسساتية تشتغل بصفة طبيعية، وأن مشكلة الجزائر تنحصر في قضية شغور السلطة”.قال طابو بشأن عودة الجدل حول قدرة رئيس الجمهورية على الاستمرار في الحكم، على خلفية الفحوصات التي أجريت عليه بفرنسا نهاية الأسبوع الماضي، إن “إطلاق فكرة تفعيل المادة 88 غير سليم طالما لا تتوفر أدوات تطبيقها، بل ولا مادة من الدستور مطبقة، ما ينفي وجود دستور أصلا وما هو موجود من مؤسسات فقط لتزيين الواجهة”.وبخصوص عدم وضوح الجهة التي تعود لها صلاحية إخطار المجلس الدستوري في موضوع مرض الرئيس، تساءل طابو متعجبا: “هل يمكن أن نطلب من السيد مدلسي (رئيس المجلس) أن يمارس الإخطار الذاتي، فيتصرف في غير مصلحة الشخص الذي وضعه على رأس الهيئة التي هو فيها اليوم؟ هل يمكن رؤية بن صالح يفعلها؟ هل الشعب هو من اختار بن صالح ليكون رئيسا لمجلس الأمة حتى يمكن تصور أن يخطر المجلس الدستوري ليجتمع بخصوص مرض الرئيس؟”.ودعا طابو قطاعا من المعارضة الذي يطالب تطبيق المادة 88، “فأقول لهم إن مستقبل المعارضة ليس في الوصفة الطبية للرئيس بوتفليقة، وإنما فيما يمكن أن تجمعه من أدوات لحشد التأييد لفائدة مشروعها”. وأضاف: “قبل المطالبة بتطبيق المادة 88 يجدر بنا أن نطلب من السلطات رفع يدها عن المادة 42 من الدستور التي تنص على حق المواطن في إنشاء حزب، فأنا ضحية تعطيل تطبيق هذه المادة، لأن وزارة الداخلية ترفض تعسفا اعتماد الاتحاد الديمقراطي والاجتماعي، ولكني لن أسكت عن حقي الدستوري أبدا”.واعتبر طابو سفريات الرئيس إلى الخارج للعلاج “معطى جديدا قديما، فبوتفليقة مريض منذ زمن وصوره في التلفزيون تثبت بأنه لا يقوى على أداء وظيفته كرئيس. أما التركيز على احتمال عجزه إلى درجة إعلان شغور المنصب، فأقول: هل كانت الجزائر في صحة سياسية جيدة عندما كان الرئيس يتمتع بكامل قواه الجسدية؟ أصل المشكلة برأيي ينبغي أن يطرح كالتالي: البلاد تظل تتخبط في أزمتها السياسية المرتبطة بعدم وجود منظومة مؤسساتية حقيقية، حتى عندما يكون الرئيس بصحة جيدة فإذا أصيب بالمرض لن يتغير في هذه الوضعية أي شيء”. وأضاف طابو بخصوص نفس الفكرة: “قد يتعرض الرئيس الأمريكي أو الفرنسي لوعكة صحية أو حتى الموت، ولكن الآليات السياسية ومنظومة القوانين وقوة المؤسسات في بلديهما تحمي الدولة. أما عندنا فكل الأجهزة مبنية على الشخص، فعندما يتوقف نشاطه يتعطل عمل الأجهزة، ما يؤكد ضرورة العمل على بناء مؤسسات تحتكم للقانون وليس لهوى الأشخاص”.ضيف “الخبر” وصفها بالفضاء الثالث بعد ندوة روما وانسحاب المترشحين الستة عام 99”مبادرة “التنسيقية” مهمة وأسست لعهد جديد للمعارضة” اعتبر كريم طابو أن مبادرة “تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي” فضاء مهم، وأثنى على المجتمعين في ندوة زرالدة، شهر جويلية الماضي، والتي شارك فيها طابو، الذي أكد أن فضاء التنسيقية كإطار للم شتات المعارضة “مهم جدا والجزائريون بحاجة إلى هذا الفضاء”.وأكد طابو أنه لم يشارك في الاجتماعات اللاحقة للتنسيقية، لأسباب معينة، لكنه اعتبر أن المشاركة تتم بالعديد من الطرق وليس بالضرورة الحضور الجسدي، مشيرا إلى أن “المنظومة السياسية الحالية لا تستطيع تقبل تخمة سياسية وهي بحاجة إلى التجديد”، مشيرا إلى أن “أرضية الانتقال الديمقراطي التي انبثقت عن لقاءات المعارضة، عرفت نجاحا لافتا باعتبارها جمعت تيارات سياسية كانت مختلفة لعقود من الزمن، وهي الحجة التي كان يستند إليها النظام”، وقال: “بمجرد اجتماع هؤلاء في زرالدة لاحظنا كيف كانت ردة فعل النظام”.وقدم طابو اجتماع المعارضة بندوة مازافران ضمن ثلاثة اجتماعات للمعارضة، منذ الاستقلال، وكان الأول فيما عرف باجتماع روما سنتي 94 و95، ثم الانسحاب الجماعي للمترشحين الستة، في الانتخابات الرئاسية عام 99، واعتبر طابو أنه لا وجه للمقارنة بين أرضية الانتقال الديمقراطي ومبادرة حزبه السابق، الأفافاس، الذي قال عنه إنه “محا كل شيء حتى وصل إلى الورقة البيضاء.. نحن في شعوذة سياسية”.وخاض طابو في اجتماع روما منتصف التسعينات، وقال إنه “رغم الظروف السياسية والأمنية المضطربة إلا أن المعارضة جمعت أوزانا سياسية ثقيلة، تحدت النظام، كما أن المنسحبين الستة من انتخابات 99 أسسوا لمعارضة كذلك وهم شخصيات سياسية بارزة، لكن اجتماعهم لم يستثمر في التأسيس لمعارضة دائمة، قبل أن تفتح سلطة الرئيس بوتفليقة المجال لانضمام أحزاب سياسية مثل النهضة وحمس والأرسيدي بالإضافة إلى الأفالان، وهي عملية وجهت ضد الشخصيات الستة التي انسحبت قبل ذلك”.وأفاد طابو بخصوص ندوة مازافران: “هناك أطراف تواصل عملها مشكورة، بينما أطراف أخرى انسحبت وقد استغربنا انسحابها”، وكان المتحدث يقصد الأفافاس، قائلا: “كيف لحزب شارك في ندوة الانتقال الديمقراطي وكان في قلب المعارضة، ثم ينتقل إلى فضاء آخر؟”، مشيرا: “أشارك في فضاء التنسيقية بأشكال مختلفة”. ويعتبر المتحدث أن “ما تعرفه السلطة عن المعارضة، أنها ليست بالقوة التي تمكنها من تجنيد الشارع، وتتساءل السلطة “كيف لمعارضة بهذا العجز وتطالب بأن نترك لها الكرسي”. والرهان بالنسبة إليه “ضرورة العمل على سنوات للوصول إلى القدرة على تجنيد الشارع ووضع أجندة ميدانية لتحقيق ذلك”.احتجاجا على عدم منحه الاعتمادطابو: “أحضر لمفاجأة غير مسبوقة في البرلمان” توعد كريم طابو الوزير الأول، عبد المالك سلال، ووزير الداخلية، الطيب بلعيز “بمفاجأة” يحضر ليقوم بها داخل البرلمان، احتجاجا على عدم منحه اعتماد الحزب. وقال طابو: “سأقوم بفعل لا أحد رآه في أي برلمان من برلمانات العالم.. سأقوم بمفاجأة أقوى بكثير مما قمت به في مرة سابقة احتجاجا على عدم اعتماد الحزب، وسوف لن يصدق من يراني أقوم بها، داخل قبة البرلمان، وأنا جد واع بما أقول وبما سأفعل.. صدقوني سيذهل الجميع وأحدث ضجة غير مسبوقة”. ولم يكشف طابو عن طبيعة المفاجأة، إلا أنه شدد على أنه “سأقوم بها فعلا وأنا مصمم على ذلك”. واستغرب ضيف “الخبر” عدم إخطاره بأي مبرر بشأن عدم اعتماد حزبه: “لم يرد على طلباتي لا بالقبول ولا بالرفض”، وقال إن “العدالة هي الجهة الوحيدة المخولة برفض الترخيص للحزب والإدارة تسير ملفي طبقا للقرار السياسي”. وذهب طابو أبعد من ذلك، حينما قال إن “وزراء قالوا لي إن الأفافاس وراء عرقلة اعتماد حزب (الاتحاد الاجتماعي الديمقراطي)، لأنهم يعلمون أن الحزب “لو حاز على الاعتماد وباشر النشاط، هناك العديد من الأحزاب التي ستضمحل”. وكشف رئيس “الاتحاد” أن “مدير الحريات بوزارة الداخلية استدعاني لمكتبه وتحادثنا لمدة ساعتين، وقال كل شيء، لكنه في النهاية لم يقل شيئا”، وكل ما فهمته أن “ملف الحزب قيد الدراسة وما علي إلا الانتظار”، وشدد: “إن كان عدم اعتماد الحزب يتصل بمواقفي وخطي السياسي المعارض، فلماذا لم يطردوني من البرلمان؟”. وكشف طابو أنه تحصل على وثيقة من الداخلية تسمح له بعقد المؤتمر التأسيسي للحزب في جويلية 2013، لكنه شدد أنه لم يستطع عقد المؤتمر بسبب رفض العديد من الولاة الترخيص بعقد المؤتمرات الجهوية، رغم الطلبات المتكررة في ولايات مختلفة أهمها عنابة، وتيزي وزو. وأكد ضيف “الخبر” أنه تقدم بسبعة طلبات لوزير الداخلية واثنين للوزير الأول لاستقباله: “لكنني لم أحصل على رد، رغم أنني تقدمت بها باعتباري نائبا في البرلمان وليس ناطقا رسميا باسم حزب سياسي”. وشدد طابو: “الآن وقد طرقت أبواب كل المسؤولين، سأحتج بكل الوسائل وأنبه المعنيين بقضيتي أنني سأذهب بعيدا في احتجاجي ولن أركع”.قال ضيف ”الخبر” السلطة تريد حل مشاكل مالي وليبيا، وتعجز عن حل مشكلة غرداية، الدولة تسير بالكذب، يجب أن تتوقف سياسة التسيير بالكذب على الناس. كل القنوات التلفزيونية العالمية تتحدث عن نقل الرئيس للعلاج في الخارج، بينما في الجزائر، تبث أشرطة للحيوانات في التلفزيون. هناك من نقل كلاما لوزير الداخلية بأنني نزعت صورة بوتفليقة من الحائط عند تنشيطي ندوة صحفية حول قضية اعتماد الحزب، وهذا كلام خاطئ ومغلوط، وليس من أخلاقي السياسية أن أنزع صورة الرئيس، بل إنني لم أتفطن لها بأنها كانت موجودة أصلا. قال طابو إنه يفرق بين آيت أحمد الشخصية الوطنية وآيت أحمد زعيم الأفافاس. وأوضح أن مجموعة عوامل قد تكون دفعت الدا الحسين إلى السير بالحزب إلى هذا الطريق، أبرزها أنه أوكل الحزب إلى القريبين منه بيولوجيا، وأيضا تقدمه في السن بحيث لم تصبح له قدرات التحليل التي كانت لديه. شبه طابو المسار الذي انتهى إليه آيت أحمد في جزء منه بالرئيس الراحل محمد بوضياف الذي رغم معارضته الشديدة للنظام، فقد قبل العمل معه في الأخير. تساءل طابو كيف أن مواقف تغيرت بشكل لافت منذ التشريعات. “لم يدينوا التزوير الفادح في التشريعيات، لم يتخذوا موقفا من الرئاسيات، أصبحوا يقبلون الاجتماع بعمار سعداني، ووصل بهم الحد إلى لقاء عمارة بن يونس الذي كلف نائبه باستقبالهم. هذا كله إهانة لأقدم حزب معارض”. قال طابو في إشارة إلى الوزير الأول عبد المالك سلال، إنه لا يمكن أن نسير البلد بالنكت، مشيرا إلى أن المسؤولين في البلاد لم يعودوا يستوعبون أنهم يقودون بلدا كبيرا قدم تضحيات عظيمة. وأضاف: “نحن ذاهبون للجاهلية السياسية”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات