“ماضون إلى وقفات 24 فيفري ولو قمعنا”

+ -

محمد ذويبي: سلوكيات السلطة أصبحت ترهق حتى رجال الأمنيظهر منع السلطة غير المبرر للمعارضة من تنظيم مجرد ندوة موضوعاتية، على أنها لن تسمح أيضا بالوقفات المناهضة للغاز الصخري يوم 24 فيفري. وترى المعارضة في ذلك رسالة من السلطة تتعداها إلى محاولة “تخويف المواطنين وتثبيط عزيمتهم على الاستجابة لنداء التضامن مع الجنوب”. أبرز سفيان جيلالي، رئيس جيل جديد، أن “السلطة برفضها مجرد تنظيم ندوة موضوعاتية، تؤكد تخوفها الكبير من نشاط المعارضة، وتحاول إلى أقصى حد كبحه، وهي تستعد من الآن لإفشال الوقفات المبرمجة يوم 24 فيفري، سواء بسياسة ترهيب المنظمين والمواطنين الراغبين في المشاركة، أو من خلال الحشد المضاد بالطريقة المعروفة في نفس يوم الوقفات”.وذكر جيلالي أن “المعارضة قررت هذه المرة عدم طلب رخصة تنظيم الوقفات لعلمها المسبق بأنها ستجابه بالرفض، وستعمل، من خلال التنظيم المحكم للوقفات عبر لجنة مخصصة لهذا الغرض، على إيصال صوتها بالطريقة المتفق عليها عبر اعتماد شعارات موحدة حول رفض استغلال الغاز الصخري والتضامن مع الجنوب”.واعترف جيلالي بأن “الجزائريين عموما لا يزالون متخوفين من الخروج إلى الشارع للتعبير عن آرائهم نظرا لارتباط ذلك، في أذهانهم، بما يجري في سوريا وليبيا وبقية الدول التي تشهد صراعات وحروبا”. لكنه أوضح أن “المعارضة بدأت تلمس تغيرا في تفكير المواطنين بسبب التراكمات السلبية التي خلفتها ممارسات السلطة على نفسيتهم”. وأضاف: “إذا حضر هذه الوقفات 100 مواطن فاعل متحديا كافة أجواء القمع والمنع التي تمارسها السلطة، سنكون قد كسرنا الحاجز البسيكولوجي وحققنا هدفنا”.بدوره، قال عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، إن المعارضة تعودت على ممارسات السلطة القمعية، لذلك هي تعتبر نفسها في معركة تمارس فيها كافة أشكال المقاومة السلمية. وأضاف مقري: “ما دام أنهم منعونا في السابق، مرتين أو ثلاثا، فالأكيد أنهم سيمنعوننا اليوم وغدا ونحن مستعدون لذلك”.واعتبر عبد الرزاق مقري أن الكرة الآن باتت في مرمى المواطنين الذين عليهم الاستجابة بكثافة لنداء الوقفات في 24 فيفري، بعد أن رفعت المعارضة اللوم عن نفسها وصارت حاضرة في الشارع بكل أشكال التوعية والمقاومة والنضال، لافتا إلى ضرورة الاستمرار في العمل مهما كانت الظروف، لأن مسار الإصلاح لن يتوقف على يوم واحد فقط.من جانبه، ذكر محمد ذويبي، رئيس حركة النهضة، أن “السلطة من خلال منعها تنظيم ندوة موضوعاتية، وجهت رسالة سلبية جدا إلى المعارضة وإلى الجزائريين عموما بأنها غير مستعدة لمراجعة سلوكياتها وسياساتها في موضوع الحريات”، ما يعني بالمحصلة أنها “ليست مكترثة بتنمية الجزائر واستقرارها نظرا للارتباط الوثيق بين هذا وذاك”.وأوضح ذويبي أن “السلطة أخطأت كثيرا عندما قررت مواجهة أحزاب سياسية تطرح أفكارا ومشاريع لإنقاذ الجزائر، بالقمع والمنع”، ورأى في ذلك “دليل إفلاس في السلطة، بعد أن استنفدت قدرتها على إقناع المواطنين، وعجزت عن مواجهة أفكار المعارضة بأفكار بديلة تجد لها صدى عند الناس”.وطالب ذويبي بضرورة “مراجعة السلطة سياساتها واحترام الدستور والسماح بنشاط الأحزاب، ما دامت معتمدة وتنشط في إطار القانون”، لأن سلوكياتها “أصبحت ترهق حتى رجال الأمن الذين توكل لهم مهمة التضييق على نشاط المعارضة، وأصبحوا يشتكون لنا في كل وقفة أنهم يشعرون بالتعب وعدم فهم ما يجري”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات