من نِعَم اللّه عزّ وجلّ على المؤمنين ومن رحمته بهم أن جعل التوبة مكفّرة للذنوب في الدنيا قبل الموت، وهي واجبة على الفور قال صلّى اللّه عليه وسلّم: “كلّ ابن آدم خطّاء وخير الخطّائين التّوابُّون” أخرجه الترمذي وابن ماجه وغيرهما وهو حديث حسن.وقال صلّى اللّه عليه وسلّم: “لو لم تذنبوا لذهب اللّه بكم ولجاء بقوم يذنبون ويستغفرون اللّه فيغفر لهم” رواه مسلم، ولكن المشكلة في الإصرار على الذنب وتأخير التوبة، قال اللّه تعالى: {إنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّه لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللّه عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّه عَلِيمًا حَكِيمًا} النساء:17.كما أنّ التوبة تصح من كلّ الذنوب، وهي ممكنة حتّى تطلع الشّمس من مغربها، أو تغرغر الروح في سكرات الموت. وجزاء التائب إن كان صادقًا في توبته أن تبدل سيئاته حسنات إن كثرت وإن كبرت، فلا كبيرة مع استغفار ولا صغيرة مع إصرار.قال تعالى: {والَّذينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللّه إلهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّه إلاَّ بْالِحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفُ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إلاّ مَنْ تَابَ وآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللّه سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللّه غَفُورًا رَّحِيمًا ومَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللّه مَتَابًا} الفرقان:68-71.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات