+ -

 السلطة رفضت الترخيص لتنسيقية الانتقال الديمقراطي بالاجتماع، بحجة أن طلبها غير واضحǃ فالتنسيقية تريد الاجتماع في نزل السفير لدراسة الانتخابات القادمةǃ والسلطة لم تفهم معنى هذا الموضوع، ولذلك لم ترخص لهǃالسلطة تعرف بالتدقيق ما تريده المعارضة بهذا الاجتماع، ولذلك لم ترخص له وادعت أنها لم تفهم الموضوع المجتمع حوله.. هي (أي السلطة) كاذبة في ادعائها هذا كما هي العادة.المعارضة اشتمت رائحة تحضير السلطة لانتخابات مسبقة رئاسية وبرلمانية، فعمدت إلى تنظيم اجتماع لبحث التحرك على جبهة الانتخابات، وقانون الانتخابات والضمانات.. وما يفكر فيه الذئب لا يخفى على “السلوڤي”ǃ لكن السلطة لم يكن أمامها غير المنع لهذا الاجتماع بحجة عدم الفهمǃ ومتى كانت السلطة تفهم ما تقوله المعارضة؟ǃالشيء الطريف في الموضوع هو أن السلطة التي لا تفهم ما تقوله المعارضة تطلب منها المعارضة إعطاءها رخصة اجتماع شرعية لبحث عدم شرعية السلطة وعدم شرعية الانتخابات؟ǃ ولم يتساءل أي أحد من المعارضة كيف لسلطة غير شرعية أن تمنح شرعية للاجتماع وتكون نتائجه شرعية؟ǃكل المعارضة المدجنة والمسترنبة والمستعلفة بالتحالف تعرف أن مؤسسات الدولة الدستورية الآن هي غير شرعية، لأنها انتخبت أو عينت بالتزوير الممنهج... سواء الرئاسة أو البرلمان أو البلديات والولايات، ومع ذلك تعترف هذه المعارضة وتلك السلطة بمبدأ شرعية هذه المؤسسات غير الشرعية وتتعامل معها؟ǃ وتريد المعارضة والسلطة أن تقنعا الشعب الجزائري بشرعية هذه المؤسسات.. وبالتالي ممارسة التغيير المطلوب وفق هذه الشرعية المزورة؟ǃ أي أن المعارضة تريد الصلاة وراء إمام تعرف أنه يصلي بها وهو بلا وضوء ومع ذلك تأمل في ثواب هذه الصلاة؟ǃالمؤسف ليس في سلوك المعارضة مع سلطة غير شرعية وتريد أخذ الشرعية منها، بل المشكلة في الرئيس بوتفليقة نفسه.. كيف يقبل أن يحكم البلاد بمؤسسات مزورة.هل الرئيس بوتفليقة في كامل وعيه بخصوص شرعية المؤسسات التي يحكم بها البلد؟ǃ أم أن الرئيس يرى ما لا نرى نحن؟ǃ يرى مثلا أن البلاد يمكن أن تكون أسوأ حالا لو ترك الانتخابات تجري بطريقة حرة تفرز لنا مؤسسات شرعية.. أي أن التزوير أضمن لمصلحة البلاد من انتخابات حرة.. هذا المنطق هو نفسه الذي كان سائدا عند القذافي قبل الإطاحة به، وكان سائدا عند الأسد الذي خلفه ابنه بالتزوير.. هل عدم الشرعية أفضل من الشرعية؟ǃ

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات