“طرق بلا جدوى” غوص في سنوات العشرية الحمراء

+ -

 اعتبر الكاتب الصحفي سعيد أوسعد خلال بيع بالإهداء لروايته الأولى بالفرنسية “طرق بلا جدوى” بمكتبة “كتب، فنون وثقافات” بوهران، بحضور دونيس بريان مدير “لارماتين”، بأن تجربته الكتابية هي بمثابة “شهادة وفاة لدفن أحداث تركناها وراءنا، وفي نفس الوقت شهادة ميلاد لحياة ثانية”، في إشارة لسنوات الإرهاب التي عايشها كصحفي: “أردت بكل تواضع إسماع رأي صحفي من هذه المأساة”، في رواية من 141 صفحة صادرة عن دار النشر الفرنسية “لارماتين” في أكتوبر 2014. اعترف سعيد خلال النقاش بالطابع “الحميمي” للرواية، دون الجزم بأنها سيرته الذاتية كصحفي لترك مسافة بينه وبين عمله الروائي السردي، المبني على الخيال. فضّل الكاتب عدم إطلاق اسم على الشخصية الرئيسية التي تشتغل كصحفي في جريدة صادرة بوهران، عكس زميله المصور “قادير” وتكرر نفس الأمر مع كل الشخصيات المذكورة في الأحداث بأسماء مستعارة ودون ذكر الألقاب على غرار الإرهابيين، للتأكيد بـأن الشخصيات وجدت نفسها مقحمة في هذه المأساة أو مسلوبة الإرادة. تضمنت الرواية بعض الأحداث المأساوية التي عايشها الكاتب الصحفي، على غرار مجازر الرمكة وحد الشكالة بغليزان، التي بقيت عالقة بذهنه خاصة مناظر الأطفال المذبوحين، من خلال إدراجه لفقرة حول مشاهدته لفيديو مصور من طرف “لاياس” الجيش الإسلامي للإنقاذ، ثوان بعد المجزرة التي اقترفتها جماعة زوابري. كما عاد الكاتب إلى تفاصيل لقائه مع بن عيشة “أمير” ما سمي “لاياس” لإجراء حوار صحفي والجدل المثار من طرف زملاء المهنة حول  محاورة “إرهابي” اقترف العديد من العمليات الإرهابية. كما تعمّد الكاتب إدراج مقالات صحفية حول وجود “جماعات الموت” التي كانت تنشط خارج قوانين الجمهورية وتقوم بعمليات تصفية جسدية. حاول الكاتب الصحفي شرح موقفه من القضية من خلال تساؤلات حول مكانة رجل الإعلام ودوره في ظل المأساة وتحاشى تقديم مبررات أو إجابات جاهزة. التزم الكاتب بهذا الموقف لغاية نهاية الرواية بوفاة زميله المصور “قادير” بأزمة قلبية بسبب الخوف في طريق عودتهم من تغطية مجزرة إرهابية بمنطقة سيدي الجيلالي بتلمسان. تنتهي أحداث الرواية بدخول “الصحفي الوهراني” لمستشفى المجانين جراء تعرضه لصدمة نفسية ورفضه الرد على تساؤلات المحققين حول وفاة صديقه واختار الاحتماء وراء السكوت هروبا من فظاعة المأساة. 

 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: