+ -

كيف استقبلتم البيان الذي أصدرته جماعة “أنصار بيت المقدس”، والذي أعلنت من خلاله مبايعتها لتنظيم داعش؟ أنا لا أنظر إلى هذا البيان، ففي الفترة الأخيرة شن عدد من الإعلاميين المحسوبين على النظام، حملة على “أنصار بيت المقدس” وقالوا إنها ستدعم تنظيم داعش، وأنا بحكم متابعتي وتخصصي في شؤون الجماعات الإسلامية أعلم جيدا أن تنظيم القاعدة ليس له امتداد في مصر، وحتى لو أن “أنصار بيت المقدس” بايعت داعش، فهذا الأمر يأتي في إطار تبرير ما يحدث في سيناء، وأنا شخصيا أشكك في هذا البيان، ولا أستبعد أن يكون صادرا من جانب الحكومة المصرية، حتى وإن كان المعلن أنه صدر من “أنصار بيت المقدس”، وأتوقع أيضا وجود اختراقات أمنية داخل “أنصار بيت المقدس”، والتاريخ في مصر يشهد على ذلك.أفهم من ذلك أنكم تشككون في مصدر البيان؟ بالتأكيد، لأن صدور البيان بهذا الشكل به خطأ من الناحيتين السياسية والشرعية، وفيه خلاف فهل نحن في صدد أو بحاجة لإعلان دولة خلافة، وأعتقد أن القاعدة ذاتها ضد مبايعة البغدادي، وبالتالي الأمر ليس سهلا إطلاقا، وبيان المبايعة غير صادر عن جماعة “أنصار بيت المقدس”، التي تثار في الأساس حولها الكثير من الشكوك، فطبيعة العمليات العسكرية التي تشنها ضد قوات الأمن لا تتوافر إلا للتنظيمات الكبيرة، وحجم العمليات التي تقوم بها تكشف عن دعم مادي ولوجيستي كبير جدا، وعناصر مدربة جيدا.ومن وراء هذه الجماعة في اعتقادكم؟ لا أستبعد تدخل أيادي الأجهزة الأمنية والمخابراتية المصرية، أو جهات ومخابرات أجنبية خاصة، وكما يعلم الجميع سيناء الفناء الخلفي لإسرائيل، كما أنه من غير المعقول ألا يكون لهذا التنظيم وثيقة تعبر عن أفكاره ولا حتى أدبيات فكرية، فهذا الأمر غير مقبول من الناحية الشرعية، وهذا محل شك كبير، وتاريخ الجماعات الإسلامية معروف في مصر، ففي التسعينات شنت الجماعة الإسلامية هجمات إرهابية، والجهاد فترة الستينيات، إضافة إلى عدد من المجموعات الأخرى المنبثقة عنهم.وما هو السيناريو المتوقع بعد هذا البيان؟ أعتقد أن هذا البيان سيكون ذريعة كي تشتد القبضة الأمنية، وسنشاهد في الفترة القادمة أن قضايا الإرهاب ستزداد، وكذا عمليات القتل، وسيتخذ النظام المزيد من الإجراءات الاستثنائية والقمع وانتهاكات لحقوق الإنسان، حيث إن النظام وجد مبررا لكل ذلك، وهل يعقل أن يعلن الجيش المصري منذ بداية حملاته العسكرية في سيناء، سوى عن مقتل إرهابيين يشتبه في انتمائهم إلى “أنصار بيت المقدس”، طيب وماذا عن القيادات!؟

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: