”فقه السِّيرة” للشّيخ محمّد الغزالي

 صدر عن دار ”الهناء” الجزائرية كتاب ”فقه السِّيرة” للداعية الكبيرة الشّيخ محمّد الغزالي رحمه الله في 480 صفحة. كتب الشيخ محمّد الغزالي هذا الكتاب وهو دامع العين جيّاش المشاعر، وقد كتب معظمه في الرّوضة الشّريفة في المسجد النّبويّ، وبعضه في مكّة المكرّمة أمام الحرم الشّريف، باذلاً كلّ ما وسعه لإعطاء القارئ صورة صادقة عن سيرة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، مجتهدًا في إبراز الحِكَم والتّفاسير لما يقع من حوادث. وأبدى أسفه في مقدمة كتابه على أنّ ”المسلمون الآن يَعرفون عن السِّيرة قشورًا خفيف، لا تُحرِّك القلوب ولا تستثير الهمم، وهم يعظّمون النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وصحابته عن تقليد موروث ومعرفة قليلة، ويكتفون من هذا التّعظيم بإجلال اللّسان، أو بما قَلَّت مؤنته من عمل”، مؤكّدًا أنّ ”معرفة السّيرة على هذا النّحو التّافه تساوي الجهل بها”.وقد اعتمد المؤلف فيه على الكتاب والصّحيح من السُّنَّة والعقل الرّاشد، جمع فيه بين طريقة المؤرّخين المحدّثين الّذين يميلون إلى التّعليل والموازنة وربط الحوادث في سياق متماسك، وطريقة القُدامَى الّذين يعتمدون حشد الآثار وتمحيص الأسانيد وتسجيل ما دقّ وجلّ من الوقائع. وبذلك جعل المؤلّف بهذا الجمع من تفاصيل السِّيرة موضوعًا متماسكًا يشدّ أجزاءه روح واحدة، ثمّ وزّع النّصوص والمرويات الأخرى بحيث تتّسِق مع وحدة الموضوع، وبذلك كانت السِّيرة عنده شيئًا ينمّي الإيمان ويزكي الخلق ويلهب الكفاح. وجاء الكتاب في تسعة فصول هي: رسالة وإمام، من الميلاد إلى البعث، جهاد الدّعوة، الهجرة العامة، أسس البناء للمجتمع الجديد، الكفاح الدّامي، طور جديد، أمّهات المؤمنين، الرّفيق الأعلى.