ضحية تتقاذفه الصحة والتربية والتأمين

 خضع الطفل زكريا لعمليتين جراحيتين بعد أن تعرض لحادث في المدرسة أدى إلى إصابته على مستوى أحد ذراعيه. في البداية بدا أن الإصابة بسيطة ويمكن لأي جراح علاجها، لكن الأمر البسيط بالنسبة لأسرة زكريا تحول إلى كابوس مفزع.بدأت القصة في جانفي الماضي بحادثة سقوط في مدرسة الأخوين فيطاس بلدية سيدي علي بولاية مستغانم، لينقل على إثرها زكريا إلى المستشفى ويتقرر إخضاع ذراعه الأيسر لعملية جراحية.وبعد أيام قليلة يقرر الأطباء إخضاع الطفل لعملية جراحية ثانية، وبعد أيام أخرى قررت المصالح الطبية التخلي عن الطفل الذي بات غير قادر على تحريك ذراعه. وبدل أن تبحث الإدارة عن الطفل ضحية الحادث المدرسي والخطأ الطبي، بات الوالد مجبرا على البحث عن أشباح. ورغم فداحة الأخطاء، فإنه لا أحد قرر فتح تحقيق، ربما لأن والد الطفل بطال. يتنقل الوالد رفقة فلذة كبده ابن 10 سنوات من مكان إلى آخر في مدينة مستغانم، من مستشفى شي غيفارا إلى المحكمة، ثم إلى مديرية التربية، فيجد الأبواب مغلقة في وجهه، ولا أحد يمكنه سماع شكوى الوالد الذي حوّل، بسبب سوء تسيير حادث مدرسي بسيط، حياة ابنه إلى مأساة. يقول الوالد المسكين “أبحث عن من يمكن أن يوفر لابني تكاليف العلاج أو توصية تمكنه من الدخول إلى مستشفى عين النعجة العسكري أو مستشفى آخر يتوفر على العلاج، يُقال إن الأطباء بمستشفى عين النعجة بارعون وقادرون على فعل شيء لابني”. الطفل زكريا بات الآن غير قادر على تحريك ذراع الأيسر ويده.مديرية التربية تقول إن الأمر يتعلق بحادث مدرسي وتم التكفل به في الوقت المناسب، ونُقل على إثره الطفل إلى المستشفى، وهو أقصى ما يمكن أن تقوم به مصالح التربية. أما المصالح الصحية في مستشفى شي غيفارا في مستغانم، فتتملص أيضا من مسؤوليتها على أساس أن الطبيب مكلف ببذل أقصى عناية، لكنه غير مسؤول عن تحقيق نتيجة.وتشير الوثائق التي يحملها الوالد إلى أن مديرية التربية حولته إلى شركة التأمين التي تحصل على المليارات من التلاميذ بداية كل عام من رسوم التأمين، إلا أن شركة التأمين ترفض هي الأخرى التجاوب، وهو ما دفع بالوالد إلى تحريك دعوى قضائية لإجبار شركة التأمين على التكفل بالطفل. والمثير هنا هو أن الدعوى القضائية لم تأت هي الأخرى للطفل ووالده بأي نتيجة.من جهتنا، حاولنا الحصول على ردود لاستفساراتنا حول ما جاء على لسان هذا الأب المسكين، إلا أن كل محاولاتنا باءت بالفشل.