الزبيري يطالب باستبدال كلمة “استشهاد” بـ”اغتيال”

38serv

+ -

حمّل أمين عام رئاسة أركان الجيش، مهدي الشريف، كلا من أحمد بن بلة وهواري بومدين، مسؤولية إعدام العقيد محمد شعباني، رغم محاولات ثنيهما من طرف الطاهر الزبيري، وعاد إلى قضية ضباط فرنسا وعملية الاغتيال التي أذيعت في “بي بي سي”، التي أبّنته لمدة ثلاثة أيام، وتحسرت على إعدامه، وتساءلت عن سبب إعدامه، كونه أصغر عقيد في العالم، وعن الدور الذي لعبه في الولاية السادسة التاريخية التي وصفتها بأصعب المناطق.عاد مهدي الشريف في شهاداته التي رواها في ندوة الجمعية الخلدونية للأبحاث التاريخية، يوم أمس الأول ببسكرة، التي خصصتها لدراسة مسار شخصية العقيد شعباني في الذكرى الخمسين لاغتياله، إلى أقواله السابقة عن اجتماع الرئيس الفرنسي ديغول بـ”البشاغاوات والقياد” في 13 ماي 1958، بقصر الإليزيه في فرنسا، وكشف لهم بأن فرنسا ستخرج لا محالة، لكن عليكم بتحضير أبنائكم لاستلام الحكم.وعبّر شعباني، حسبه، بصراحة عن رفضه التعامل مع ضباط فرنسا بعد مؤتمر الأفالان في 64. وفي سياق حديثه عن ظروف اعتقال شعباني، قال أمين عام رئاسة أركان الجيش إن بومدين شكّل هيئة المحكمة وتلقى “تلكس” من بن بلة يلزمه بتنفيذ الإعدام.كما عرّج الأمين الولائي لمنظمة المجاهدين، مدني بجاوي، بذاكرته على أيام اعتقاله مع عدد من رفقائه كالسعيد عبادو والطاهر لعجال ومحمد جغابة وحسين ساسي، في مقر “شاطوناف” والتحق بهم آخرون ووصل عددهم إلى 22 شخصا. وأكد الدكتور العربي الزبيري في مداخلته أن شعباني رجل آخر في منظومة مغايرة، رأى أصحاب القرار آنذاك أنه يشكل خطرا على طموحاتهم وأطماعهم ومواصلة العمل الذي بدأوه، مؤكدا أن الذكرى الخمسين لاغتياله وليس وفاته، مضيفا أنهم يعيبون على شعباني العصيان والحقيقة أن العصيان قامت به قيادة الأركان. أما المجاهد الطاهر لعجال أحد رفقائه، فأكد في شهادته أنه في إحدى المرات، كان متوجها معه إلى العاصمة رفقة عيساني، وعندما وصلوا منطقة “الجب” قرب بوسعادة، قال لهما شعباني “هذه الجبال الله لا يرجعنا ليها”، في إشارة إلى  الاحتقان والغضب الذي بدأ يلوح في الأفق بين أصحاب القرار بعد الاستقلال بعد ذلك. وفي نفس الرحلة، طلب منه لعجال أن يتزوج ويستقر، ليرد عليه: “ما نتزوج ما نخلي مشكلة ورايا، أنا لازم نموت” هذه العبارات، يقول المجاهد لعجال، “زعزعتني وأنا على مقود السيارة”. ولما ألقي عليه القبض، يضيف المتحدث ذاته، وصف تشكيلة المحكمة بالعصابة وطلب عدم المساس برفقائه المسجونين معه وتحمل مسؤولية جميع الأحداث من أجل تبرئتهم. يذكر أن الجمعية الخلدونية كرمت عائلة العقيد وعددا من الشخصيات والمجاهدين، في ختام الندوة التي عرفت حضورا كبيرا ونوعيا.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: