لا مساومة ولا تسامح في المبادئ والعقيدة

+ -

 نشأ سيّدنا محمّد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه يتيمًا، فقيرًا رغم انتمائه لقريش. إنّه ينتمي إلى فرع من هاشم في قريش، وهو فرع بني عبد المطلب جدّه لأبيه، وبنو عبد المطلب هم أقلّ الفروع القرشية الهاشمية ثراء، لاسيما بيت أبي طالب عمّه الّذي احتضن سنوات صباه بعد ممات جدّه.بدأ سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم حياته العملية باكرًا ”يرعى غنم أهله ويرعى غنم أهل مكّة”. وفي ما بعد كان عليه الصّلاة والسّلام يقول كما ذكر الإمام ابن سعد في طبقاته: ”بُعث موسى وهو راعي غنم، وبعث داود وهو راعي غنم، وبعثتُ وأنا راعي غنم أهلي بأجياد”.ثمّ اشتغل لسيّدتنا خديجة بنت خويلد رضي الله عنها الّتي أصبحت زوجه الأولى، في قافلة تجارية لها تسير بين مكّة والشّام، ويبدو أنّ حكاية اتصاله بالحنفاء حقيقية واقعة، بل ربّما كان واحدًا منهم.فرغم السّؤال الكبير الّذي يلاحقنا بحثًا عن الوضوح التاريخي بشأن جماعة الحنفاء، نجد، كما قال الأستاذ حسين مروه في كتابه ”النّزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية” (فصل عهد ظهور الإسلام)، بعض الوضوح في إشارات المؤرّخين إلى الصّلة العضوية بين صاحب الدّعوة الإسلامية وهذه الجماعة، إضافة إلى الآيات القرآنية الّتي تؤكّد هذه الصّلة وهي توضّح أنّ الحنيفية دين سيّدنا إبراهيم أب الأنبياء والرّسل عليهم الصّلاة والسّلام وأنّها الدّين الحقّ. قال تعالى: {قُلْ إنّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، دِينًا قَيِّمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} الأنعام:161. وقال جلّ ذِكرُه: {وَمَنْ أًحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} النّساء:125.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: