اعتبر جيل كيبال أن الثورة التونسية أثمرت عن تجربة ديمقراطية فريدة، معتبرا أن إسلاميي النهضة في تونس استخلصوا الدروس من الانزلاق الذي وقع في مصر، فقبلوا باللعبة الديمقراطية، على خلاف ليبيا السائرة، حسبه، “نحو الانقسام”.يعتقد الباحث الفرنسي جيل كيبال، المتخصص في العالم العربي والحركات الإسلامية، أن الترابطات الثقافية والاجتماعية الموجودة في إفريقيا الشمالية بين ضفتي المتوسط، بإمكانها أن تساهم في إبعاد هذه المنطقة من خطر التدهور الحاصل على مستوى باقي الدول العربية، بالأخص في سوريا والعراق وليبيا. وقال كيبال، أمس، خلال المحاضرة التي ألقاها ضمن نشاطات صالون الجزائر الدولي للكتاب، إن: “تونس استطاعت أن تحقق نقلة ديمقراطية نوعية، بسبب وجود طبقة متوسطة بلغت مرحلة الوعي بضرورة تحقيق المزاوجة بين التقاليد الإسلامية والثقافة الأوروبية عامة والفرنسية خصوصا”. وبخصوص ليبيا، قال كيبال إن الأوضاع بلغت مرحلة متقدمة من التدهور، بينما أدت “داعش”، حسبه، إلى إيجاد نقاش داخل المجتمعات العربية حول تحديد الهوية الإسلامية والبحث عن مخارج للخلاص بعيدا عن التطرف. وخلال النقاش الذي أعقب المحاضرة، رد كيبال على سؤال محرج طرحه عليه وزير الاقتصاد الأسبق، مراد بن أشنهو، عن علاقته بمعهد “هدسون” الأمريكي الذي وضع خطة مشروع الشرق الأوسط الجديد في عهد حكم الرئيس الأمريكي جورج بوش، والذي كان يرمي لحماية دولة إسرائيل والانتصار للصهيونية في المنطقة، بأنه لا تربطه أي علاقة بالمعهد المذكور، الذي استضافه عدة مرات لإلقاء محاضرات لا غير، وقال معقبا: “في الوقت الذي انشغل العرب بخلافاتهم وصراعاتهم، تبدي كثير من الحكومات الأوروبية مساندتها للدولة الفلسطينية”، موضحا أنه، ومثل كل المواطنين الأوروبيين، “يدفع ضرائب يخصص جزء منها لدعم الشعب الفلسطيني”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات