+ -

 كان إلياس سالم خائفا، مساء أمس الأول، وهو متوجه إلى قاعة السينماتيك بوهران لمشاركة الجمهور العرض الأول لفيلمه “الوهراني”، ولم يكن مخطئا عندما استقبله مجموعة من الأشخاص بالصراخ والتنديد بفيلمه، الذي حمل في نظرهم “إهانة للثورة التحريرية، المجاهدين ولوهران ومجموع سكانها”.وبدا من الوهلة الأولى أن الناس تأثرت بما قرأته أو سمعته حول هذا الفيلم السينمائي، وانتظرت إلياس سالم لـ”يدافع عن المقدسات”. ويظهر أن المبادرين أو محركي حملة مقاطعة إلياس سالم أعدوا هم الآخرون “سيناريو” لإفشال هذا العرض، الذي حضره المخرج وصاحب الدور الرئيسي. فبدأت الأصوات تتعالى بمجرد أن أطفئت الأضواء لتترك المجال للشاشة الفضية.ودعا أحد المتفرجين من داخل القاعة النساء والعائلات إلى الخروج من القاعة ومقاطعة العرض “لأنه يحوي كلمات خادشة للحياء” وصورا “مهينة للمجاهدين والثورة”. وكان من بين المحرضين على المقاطعة سيناتور سابق من حزب جبهة التحرير الوطني ومحافظ سابق للحزب في وهران، وامتدت دعوات المقاطعة إلى الشارع.وجرى عرض الفيلم في ظروف متوترة جدا، ووقف إلياس سالم بعد نهاية عرضه “يرتجف” أمام الجمهور، وحاول جاهدا أن يقنعهم بأن الأمر لا يتعلق بكتابة التاريخ أو تقليد الأوسمة وإنما فيلم خيالي. واعترف أيضا بأن في الفيلم نوعا من الإفراط في الكلام النابي ومشاهد الحانات والمواخير، لكنه فيلم، كما قال.من جهتها، صرحت وزيرة الثقافة، نادية لعبيدي، أن وزارة الثقافة لن تتحفظ، ولن تمنع فيلم “الوهراني” لإلياس سالم، موضحة أنها ترحب بالنقاش حول حرب التحرير بعد مرور ستين عاما على اندلاع حرب التحرير. وردت وزيرة الثقافة، على هامش زيارتها أمس لصالون الجزائر الدولي للكتاب بقصر المعارض بالصنوبر البحري، ما إن كانت تحضر لاتخاذ إجراءات صارمة ضد فيلم “الوهراني”، عقب الضجة التي حامت حوله، بأنها لن تسير في اتجاه منع الفيلم أو التحفظ عليه، وقالت إن: “المجتمع الجزائري بلغ مرحلة من الوعي تجعله قادرا على غربلة الأمور، والتفرقة بين ما يضر بالثورة وبين ما ينفعها”.      

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: