تأمّــــــــــلات في ســـــــورة المُرســــــلات

+ -

 اشتملت سورة المرسلات على الاستدلال على وُقوع البعث عقب فناء الدّنيا ووصف بعض أشراط ذلك، والاستدلال على إمكان إعادة الخلق بما سبق من خلق الإنسان وخلق الأرض، ووعيد منكريه بعذاب الآخرة ووصف أهواله، والتّعريض بعذاب لهم في الدّنيا كما استُؤصلت أمم مكذبة من قبل، ومقابلة ذلك بجزاء الكرامة للمؤمنين، وإعادة الدّعوة إلى الإِسلام والتّصديق بالقرآن لظهور دلائله.قال اللّه تعالى: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا عُذْرًا أَوْ نُذْرًا}.{فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا} هي الملائكة تعصف بأرواح الكفار، وقيل: الرّياح العواصف وهي الشّديدة الهبوب. {فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا عُذْرًا أَوْ نُذْرًا} يعني الملائكة فإنّها تنزل بأمر اللّه على الرّسل تفرّق بين الحقّ والباطل، والهدى والغي، والحلال والحرام، وتلقي إلى الرّسل وحيًا فيه إعذار إلى الخلق، وإنذار لهم عقاب اللّه إن خالفوا أمره. {عُذْرًا أَوْ نُذْرًا} {عُذْرًا} للمتّقين المتمسّكين به، {أَوْ نُذْرًا} للمبطلين الّذين يعرضون عنه أو عذرًا من اللّه إلى خلقه. {إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ} أي إنّ الّذي توعدون أيّها النّاس من الأمور لواقع، وهو كائن لا محالة. {فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ} أي ذهب ضوؤها ومحي نورها كطمس الكتاب.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: