38serv

+ -

من فضل اللّه علينا أن جعل مجرّد تلاوة القرآن الكريم عبادة يؤجر عليها المؤمن أجرًا عظيمًا.

جاء في الحديث الشّهير: ”مَن قرأ حرفًا من كتاب اللّه؛ فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها. لا أقول: ”ألم” حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف”، وهذا أجر عظيم جدًا، وترغيب أعظم في مداومة التّلاوة والإكثار منها، ثمّ يتنافس المؤمنون ارتقاءً في درجات الكمال بحسب فهمهم لِما يقرأون، وتدبّرهم فيه، وعملهم به. لكن لا بدّ أن ننتبه إلى أنّ القرآن العظيم إنّما أُنزل دستورًا للحياة ومنهجَ هداية للبشرية، وقد يكون من الجهل الكبير أن يقرأ العاقل ما فيه من البيّنات والهُدى تعبّدًا، ثمّ يسير في حياته على هدى غير هداه، فإذ ذاك تصير القراءة عين الجهل، وهذا ما يُشير إليه الحديث الشّريف عن ابن لبيد الأنصاري قال: ذكر رسول اللّه- صلّى اللّه عليه وسلّم- شيئًا وقال: ”هذا أوان ذهاب العلم، أو قال: هذا أوان انقطاع العلم”. فقلت: وكيف؟ وفينا كتاب اللّه نُعلّمه أبناءنا ويعلّمه أبناؤنا أبناءهم؟ قال: ”ثكلتك أمُّك ابنَ لبيدٍ؛ ما كنت أحسِبُك إلاّ من أعقل أهل المدينة، أليس اليهود والنّصارى فيهم التّوراة والإنجيل؛ ثمّ لم ينتفعوا منه بشيء” رواه أحمد. فعدم الانتفاع بما نقرأ-وخاصة القرآن العظيم- هو الضّلال البعيد حقّا.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: