+ -

 في بعض الأحيان أجدني مضطرا لأن أفكر وأكتب بأحرف قابلة للقراءة! وأتساءل: هل الجزائر بها سلطة واضحة معروفة ومعلومة؟! وبها معارضة معروفة أيضا ومعلومة؟!الأكيد أن السلطة في الجزائر تمارس السلطة وتمارس المعارضة في وقت واحد، ولذلك لم تسمح السلطة بميلاد معارضة حقيقية إلا في حالة واحدة.. هي حالة الفيس!عندما يقول سعداني: إن حزبه الذي يرأسه الرئيس بوتفليقة من حقه أن يشكّل الحكومة، لأنه حزب الأغلبية... فمعنى ذلك أن سعداني والرئيس وحزبهم يمارسون المعارضة ويطالبون من عيّن الحكومة خارج نصوص الدستور بأن يعود إلى رشده ويعيّن الحكومة من صفوف حزب الأغلبية، أي أن سعداني يقر بأن رئيسه ليس هو من عيّن الحكومة، ولذلك يمارس سعداني مع الرئاسة المعارضة الحقّة في المطالبة بأن تحترم السلطة الفعلية إدارة الحزب الحاكم الذي يرأسه رئيس الجمهورية ورئيس هذا الحزب! وبعبارة واضحة: رئاسة الجمهورية والأفالان السعدانية هنا تمارس دور المعارضة وليس دور السلطة؟!وعندما يقول سعداني إن هناك تغييرا وزاريا وشيكا، فهو تأسيس على أن أذنه في فم الرئيس بوتفليقة ولا يحدث هذا التغيير، وهذا يدل على أن سعداني والأفالان والرئيس يمارسون المعارضة باسم الرئيس والرئاسة؟!وعندما يفتح سعداني النار على الحزب الحاكم منذ 60 سنة ويطالبه بتغيير السياسة، ويحدث ذلك باسم الرئيس وجماعة الرئيس... ويستجيب الحزب الحاكم في البلاد ويحدث تغييرات على هياكله، قيل إنها تاريخية وجذرية، فذاك يعني أن المعارضة القوية (الرئاسة والحزب الحاكم نظريا) أصبحت في حالة من القوة إلى درجة أن الحزب الحاكم فعليا يستجيب لمطالبها. أما المعارضة الأخرى الدائرة في فلك الرئاسة أو حتى في فلك الحزب الحاكم فعليا، فإنها مجرد منظمات جماهيرية للمعارضة الرئاسية، سواء أحزاب الحكم أو أحزاب المطالبة أو حزيبات الديكور والترنب السياسي.بقي أن نقول: إن تقسيم السلطة بهذه الطريقة إلى حزب حاكم فعليا غير معلوم يعين الحكومة والوزراء، خارج إرادة الرئاسة وحزبها الظاهر في البرلمان... ورئاسة تمارس دور المعارضة برئاستها لأحزاب الموالاة والمعارضة بطريقة أو بأخرى، هو تقسيم وتوزيع للأدوار متفق عليه بين الحزب الحاكم فعليا وبين الرئيس الذي يؤتى به بالاتفاق معه بأن يكون رئيسا للمعارضة المنظمة، والمتمثلة في أحزاب التأييد والمساندة للحزب الحاكم عبر رئيسه الذي يرأس نضال هؤلاء في المطالبة بالمشاركة في الحكم، كما يفعل بن صالح وسعداني وعمارة بن يونس وغول، لقاء أخذ ما تيسّر لهم من عائدات الحاسي. فالرئيس الذي يبقى 15 سنة وهو يقترح تغيير الدستور ولا يتم ذلك، فهذا يعني أن الرئيس يمارس المعارضة ويغالب الحزب الحاكم في الأمر ولم يستجب له... حدث هذا مع بوتفليقة ومع من سبقه من الرؤساء.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات