يواصل سعر برميل النفط في التراجع، فاقدا أكثر من 25% من قيمته مند جوان الماضي، وقد بلغ برنت بحر الشمال أدنى مستوى له مند سنتين، في وقت يتم التحضير فيه لاجتماع وزراء الطاقة لمنظمة “أوبك”، وسط مخاوف من تباين مواقف الدول، ما سيدعم المنحى التنازلي للأسعار على المدى المتوسط. ويشير الخبراء إلى إمكانية بقاء أسعار النفط متدنية لأشهر أخرى، خاصة أن العوامل الدافعة للتراجع لا تزال قائمة، وسجلت أسعار البترول أمس انخفاضا محسوسا، حيث تراجع بنسبة 2.28% إلى حدود 82.190 دولار للبرميل، وقد سجلت البورصات العالمية انخفاضا لأسعار النفط بنسبة 4.68% في ظرف 5 أيام، و10.84% في ظرف شهر، و21.43% في ظرف 3 أشهر، ما يؤثر سلبا على التوازنات المالية لمعظم بلدان “أوبك”، حيث تحتاج هذه الأخيرة إلى متوسط سعري يتراوح بين 90 و100 دولار للبرميل، وعليه فإن مستوى الأسعار التي تقل عن المعدل المذكور تؤثر سلبا على أغلبية البلدان المنتجة وعلى رأسها الجزائر وفنزويلا وإيران، هذه الأخيرة ستحاول إقناع باقي البلدان بأهمية التحلي بانضباط أكبر، تفاديا لانهيار أكبر للأسعار، علما أن المؤشرات الحالية تميل إلى اتخاذ بلدان “أوبك” قرارا ولو رمزيا لتهدئة الأسواق، نظرا للمستوى الذي بلغه برميل النفط، والذي أضحى يقلق حتى الشركات الدولية التي تعتمد في استثماراتها وعمليات الاستكشاف على سعر برميل بمعدل يتراوح بين 90 و95 دولارا، وعليه فإن استمرار تدني الأسعار بهذا الشكل سيساهم في توقف عدد من الاستثمارات في الحقول المعقدة والصعبة التي تحتاج إلى تكاليف استكشاف وبحث أعلى. يضاف إلى ذلك أن ميزانيات الدول تعد معدلات لا تقل عن 90 دولارا، حتى بالنسبة لأكبر الدول المصدرة المملكة العربية السعودية، فيما تحتاج الولايات المتحدة إلى سعر برميل لا يقل عن 85 دولارا للبرميل لاستغلال النفط الصخري، لاسيما الحقول المتواجدة في ولاية داكوتا الشمالية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات