”بومدين كان ديكتاتورا والمرأة تم إبعادها بعد الاستقلال”

+ -

 أصدرت المجاهدة زليخة بقدور مُذكراتها بعنوان ”خانوا ثورتنا” باللغة الفرنسية، عن منشورات ”كوكو”، وعرضت فيها أهم محطات مشاركتها في الثورة ضد المستعمر، منذ تنقلها إلى وهران لكي تتكون عند الدكتور نقاش، والتحاقها بجبهة التحرير الوطني سنة 1956، قبل أن تواصل نضالها وتتعرض للاعتقال وتسجن في الحراش، حيث تروي الكثير من التفاصيل حول مرحلة السجن والمناضلات اللائي عرفتهن هناك، قبل أن تستذكر مرحلة الاستقلال التي ميزتها ”خيانة لمبادئ الثورة وانقلاب عليها”. تعود زليخة بقدور في كتابها الذي ستوقعه السبت القادم بالصالون الدولي للكتاب، إلى مرحلة الوعي بضرورة الكفاح ضد المستعمر، حيث تسترجع الكاتبة التي ولدت سنة 1934 بتيارت، مظاهر الظلم والاضطهاد الذي عانى منه الجزائريون، خاصة في التعليم، حيث لم يحظوا بنفس الفرص التي نالها أبناء المعمرين. وتذكر بقدور أن هذا الاضطهاد عزز قرار كثيرا من الطلبة الجزائريين بالالتحاق بجيش وجبهة التحرير الوطني خلال إضراب الطلبة سنة 1956، حيث تتطرق بالتفصيل إلى عملية التحضير له من طرف المناضلين على غرار عمارة رشيد، كما تذكر علاقاتها مع جميلة بوعزة وحسيبة بن بوعلي وايفلين لافالات وغيرهن من المناضلات. طالبت بقدور، من خلال كتابها، بإعادة النظر في كل ”الاغتيالات الخطأ” في الثورة التحريرية للمناضلين والمجاهدين الذين اشتبه في خيانتهم للثورة، قبل أن يتضح بعد ذلك أنهم أبرياء. وتنتقد بقدور في مذكراتها التجاوزات التي طالت الثورة التحريرية قبل وبعد الاستقلال، وتقول إنها تفطنت لهذا الصراع الدائر حول الحكم عند تنقلها إلى تونس، تقول: ”الجو في تونس كان مشحونا، وهو ما أدركته عند زيارتي للمصابين في الحدود، حيث سمعت القايد احمد المدعو الرائد سليمان الذي هاجم مباشرة الحكومة المؤقتة، يقول الحرب المفتوحة بين المدنيين والعسكريين فاجأتني، كنت أرى المواجهة التي بدأت بوادرها والتي سيتحمل الشعب الجزائري تبعاتها”. وعند تعرضها للصراع بين الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين والنظام القائم بعد الاستقلال قالت: ”النظام المتسلط لبومدين المساند من طرف قايد أحمد مسؤول جبهة التحرير الوطني وغيره صدموا الكثير من الطلبة”، لتواصل الكاتبة انتقادها للرئيس الراحل هواري بومدين الذي أطلقت عليه لقب الديكتاتور. كما نلحظ في كتاب بقدور محاولتها انتقاد ما أسمته ”التمييز” الذي ”مارسه الرجل ضد المرأة فتقول: ”أتساءل دائما عندما أتذكر تلك اللحظات التاريخية من الثورة التحريرية التي شاركت فيها المرأة بقوة، أين هن النساء؟ الرجال دائما يغتصبون الحكم، اليوم أنا عنيدة أكثر ولا أتسامح مع هذا التمييز”.يذكر أن الكتاب متواجد في الصالون الدولي للكتاب، وستشرف الكاتبة على حصة توقيعات السبت المقبل. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: