أظهرت مناقشة لجنة الخارجية والدفاع بمجلس النواب المغربي، حول ميزانية القوات المسلحة المغربية لسنة 2015، درجة إحباط لدى النواب ورغبتهم في تصعيد سباق التسلح مع الجزائر، بحيث انتقد النواب بشدة ضعف ميزانية جيش المملكة المغربية مقارنة بنظيره الجزائري، رغم اعتراف عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، بأن المملكة “ليس لها نفس الإمكانيات المالية التي تملكها الجزائر”.
تحول النقاش حول ميزانية الجيش المغربي بلجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج بمجلس النواب، إلى إجراء مقارنات مع ميزانية الجيش الوطني الشعبي، على خلفية يراد من خلالها الزيادة في تغذية التصعيد والعداء إزاء الجارة الشرقية. وضمن هذا التوجه بتغذية الصراع مع الجزائر، انتقد البرلماني عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، علي اليازغي، ما اعتبره “ضعفا في الميزانية التي خصصت للجيش المغربي”. وقال البرلماني المغربي إنه “إذا ما قورنت مخصصات الجيش الجزائري مع ميزانية القوات المسلحة المغربية، فإنها تضاعفها مرتين ونصف”. وذكر اليازغي أن “الجارة الشرقية خصصت 104 مليار درهم، في حين ميزانية الجيش المغربي لم تتجاوز سقف 40 مليارا”، معتبرا أن “400 مليون درهم التي أضيفت مقارنة مع سنة 2014 لن توفي بالالتزامات والتهديدات الأمنية التي تواجه المغرب”، في إشارة إلى أن الجزائر تمثل خطرا على المغرب. وردا على انتقادات النواب لضعف الميزانية المخصصة للجيش المغربي، حاول الوزير المغربي طمأنة أعضاء لجنة الدفاع والخارجية بالقول: “القوات المسلحة ليست ضعيفة، بل لنا قوة عسكرية محترمة”، وأشار إلى أن الغلاف الإجمالي لميزانية الجيش لسنة 2015 ظلت مستقرة، حيث بلغت 31,9 مليار درهم مقابل 31,5 مليار درهم خلال سنة 2014، أي بزيادة 1,3 في المائة، مشيرا أن 70 في المائة منها مخصصة للموظفين، أما المبلغ المتبقي فيتوزع بين المعدات والنفقات المختلفة. واعترف الوزير المنتدب للدفاع الوطني المغربي، أمام تساؤلات النواب، بأن المملكة “ليس لها نفس الإمكانيات المالية التي تمتلكها الجزائر”، غير أنه استطرد محاولا الرفع من معنويات النواب بالقول: “الجيش المغربي ليس ضعيفا، ويمتلك من القوة الشيء الكثير”، موضحا: “إن الميزانية المخصصة للقوات المسلحة تشكل 3 في المائة من الناتج الداخلي الخام”، مبرزا أن بلاده يعتمد على التزود بالسلاح من العديد من الدول ولا نعتمد على مصدر واحد للتزود بالسلاح”، في إشارة إلى اعتماد الجزائر على السلاح الروسي بالدرجة الأولى، رغم أن هذه المعطيات تجاوزتها الأحداث، بعدما لجأت الجزائر، منذ سنوات، لتنويع مشترياتها من السلاح من عدة دول.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات