“المساعدات الخليجية تحت تصرف الجيش ولم تدخل ميزانية الحكومة”

+ -

ما تعليقك على التسريبات المتتالية المنسوبة للرئيس عبدالفتاح السيسي وقيادات عسكرية؟ هذه التسريبات المتعاقبة توضح كيفية إدارة منظومة الحكم العسكري للبلاد، وفي الوقت نفسه أستبعد توتر العلاقات المصرية مع دول الخليج، ذلك أن الدول العربية تبني علاقاتها على أساس المصالح الشخصية بين الحكام وليس على أساس العلاقات الإستراتيجية. وللأسف، العلاقات بين الدول العربية أصبحت مبنية على أمزجة الحكام، لا على علاقات مؤسسية.الحكومة المصرية وصفت تلك التسريبات بـ”المفبركة”، ما قولك؟ القيادة الحالية هي من يشوه صورة مصر من خلال سياستها، والانتخابات المقبلة لن تعطي شرعية للنظام القائم، وإنما مجرد أمور ديكورية صورية بحتة تندرج ضمن منظومة الحكم العسكري، وهذا سبب وقوف الاستعمار القديم خلف هذه الحكومات وخلف مجموعة من الأشخاص يحكمون بالقوة المسلحة، فنجد الشعب في واد والمنظومة في واد آخر. والبرلمانات المزعومة عبارة عن مرسوم يستفيد منه بعض أفراد الشعب من خلال مقاولات شراء أصوات الناخبين، حيث إن انقلاب 3 جويلية يسعى ويعمل جاهدا على إعادة البلاد إلى ما كانت عليه أثناء فترة حكم مبارك، وهذا أمر غير مفهوم من هؤلاء القادة الذين يعيدون الحالة كما كانت في السابق بكل سلبياتها. وللأسف، أمور البلاد تدار منذ أزيد من 30 سنة من قمة عسكرية، كما أننا لا ننتظر شيئا من المؤتمر الاقتصادي المنتظر، وهي نفس الفعاليات التي كان ينظمها نظام مبارك من قبل، حيث إن الواقع يكشف أنه لا وجود لاستثمارات حقيقية في مصر، وإنما مجموعة من المغامرين يقومون بضخ أموالهم في السوق في الدول غير المستقرة، ويحققون مكاسب خيالية ثم يخرجون منها، فضلا عن الثلاثين مليار دولار مساعدات التي قدمتها دول الخليج لمصر. وللأسف الشديد، ليست لدينا مراقبة شعبية على التدفقات المالية وميزانية الدولة، ولا رقابة التدفقات والمصروفات، والتسريبات كشفت عن أن مبالغ كبيرة تدفقت ولم تدخل ميزانية الحكومة، وإنما عن طريق المؤسسة العسكرية بعيدا عن الرقابة، سواء الحكومية أو الشعبية، وبالتالي تبقى تحت تصرف المؤسسة العسكرية، تخرج منها ما تريد للحكومة.وكيف استقبلتم قرار الإفراج عن صحفيي “الجزيرة” المتهمين في القضية المعروفة إعلاميا بـ”خلية الماريوت”؟ الإفراج عن صحفيي “الجزيرة” له علاقة بغلق قناة “الجزيرة مباشر مصر”، حيث إنه لا يوجد مبرر لإيقافها، كما أن جميع مؤسسات الدولة لا قيمة لها لدى الشعب المصري، والقضاء لم يعد نزيها ولا عادلا، والإفراج عن صحفيي “الجزيرة” يدلل على وجود صفقة بين القاهرة والدوحة، من بينها غلق قناة “الجزيرة مباشر مصر” للإفراج عن الصحفيين، وهذا واضح للعيان، فلا سبب فني ولا تقني لإيقافها، وذلك دليل على أن حكم الحبس كان مسيّسا لتحقيق أمور معينة، وهنا أقول إن مؤسسات الدولة بما فيها القضاء من يشوه صورة مصر وليس التسريبات.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: