الإعــــلام العــــربي يصــــــاب بالبكــــــم

38serv

+ -

 وأخيرا، أدان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الاعتداء الذي أودى بحياة ثلاثة طلبة من أصول عربية قرب جامعة تشابل هيل، في ولاية كارولينا الشمالية. ووصف أوباما الجريمة التي ارتكبها “الملحد” هولدر بـ”الوحشية والشنيعة”، حيث قال إن “لا أحد في الولايات المتحدة يُستهدف بحكم انتمائه أو دينه”.بعد مرور ثلاثة أيام على الحادثة، وبعد لومه من طرف الرئيس التركي، طيب رجب أردوغان، أدان الرئيس الأمريكي الاعتداء على مسلمين في أمريكا، مضيفا أن جنازة “هؤلاء الشباب الأمريكيين أثبتت أننا نشكل أسرة أمريكية واحدة”، دون الإشارة إلى نوعية الجريمة التي استهدفت طلبة عرب بلا حماية في “الأسرة” الكبيرة.وأدان بدوره الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الفعل ووجه تعازيه لعائلات الضحايا. وقال ناطقه الرسمي، ستيفان دوراجيك، إن بان “كان متأثرا” من حجم الموكب الجنائزي المهيب. لكن الأدهى من ذلك، أن الرؤساء والملوك من العرب والمسلمين، باستثناءات تعد على أصابع اليد، لم يدينوا اغتيال يسر أبو صالحة (21 سنة) وزوجها ضياء بركات (23 سنة) وأختها رزان (19 سنة)، رميا بالرصاص في الرأس وفي بيتهم، علي يد جارهم إريك هولدر (46 سنة)، الذي قيل عنه إنه ملحد لا يكنّ احتراما للدين الإسلامي ولا للديانات الأخرى. واكتفت الأردن، أمس، عبر سفارتها بواشنطن، بالكشف عن أن الأختين المغتالتين تحملان الجنسية المزدوجة أمريكية - أردنية.  إضافة إلى الصمت الغربي والعربي الرسمي للجريمة في حق مسلمين أبرياء، لم يتناول الإعلام العربي في مجمله الحادثة. وبتصفح الصحف الجزائرية الصادرة أمس، لم نقرأ شيئا عن اغتيال طلبة مسلمين في كاليفورنيا، ولم تشر القنوات الرسمية إلى الحادثة، وتجاهلت معظم القنوات التلفزيونية العربية الاغتيال الثلاثي، بينما اشتعلت التغريدات عبر المواقع الاجتماعية. وجهرا، اكتفت القنوات العربية بترديد الأطروحة الرسمية التي سربتها القنوات الأمريكية والتي تضع الحادثة في خانة شجار بين جيران على موقف سيارات في الحي، ليقع هكذا الإعلام العربي، ككل مرة، تحت تأثير الإعلام الغربي. وفي اليوم الثالث بعد الجريمة، أعلن وزير العدل الأمريكي أن النيابة العامة، بالتنسيق مع “أف بي أي”، فتحت تحقيقا لتتأكد من نوعية الجريمة إن نتجت عن دوافع “الحقد”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: