الرئيس البوركينابي يستقيل بعد حل الجيش للبرلمان

+ -

أعلن الرئيس بلاز كومباوري أمس استقالته، وجاء في بيان قرئ على التلفزيون المحلي “سعيا مني للحفاظ على المكتسبات الديمقراطية والأمن الاجتماعي، أعلن الشغور في الحكم لتمكين وضع انتقالي يؤدي إلى انتخابات حرة وشفافة، في مدة أقصاها 90 يوما”. كان قائد الأركان للجيش البوركينابي قد أعلن مساء أول أمس حل البرلمان وإقالة الحكومة وإنشاء “هيئة انتقالية تعمل على العودة إلى القانون الدستوري خلال 12 شهرا”.ورد الرئيس بلاز كومباوري  فور ذلك أنه باق في المنصب وأمر بإلغاء حالة الطوارئ التي كان قد أعلنها عبر كل التراب الوطني، لصد موجة الغضب التي اتسعت في كل المدن. لكن العقيد بوريما فارتا قال، من مركز قيادة الجيش بالعاصمة أمام المتظاهرين، إن كومباوري “لم يعد في الحكم”. وارتفعت الهتافات والتهليل احتفالا بالنصر.وأدانت المعارضة “الانقلاب”، ودعا أحد زعمائها زيفرين ديابري “إلى مواصلة الضغط بالمكوث في الساحات العمومية”. وندد هذا الأخير بالفوضى السائدة على هرم السلطة في واغادوغو. وتصاعدت أمس موجة الاحتجاجات في العاصمة. وقد اندلعت الأحداث الثلاثاء الماضي فور إعلان الرئيس الحالي عن إجراء تعديل دستوري لمنحه الحق في الترشح لعهدة رئاسية سادسة. وقُتل 4 أشخاص في مواجهات بين المتظاهرين والجيش وقوى الأمن، فيما أحصت المعارضة 10 قتلى.وكان الرئيس بلاز كومباوري   قد عبر الخميس عن تفهمه لرسالة الشعب المطالبة بـ“التغيير”، دون الحديث عن الاستقالة. بينما أعلن الجنرال هنوري تراوري قائد القوات المسلحة فتح المشاورات مع الأحزاب السياسية. غير أن أحد وجوه المعارضة بني وندي سانكارا، وصف الوضع القائم بالانقلاب. وأشارت مصادر إعلامية إفريقية إلى إمكانية تهريب كومباوري على متن مروحية في اتجاه غانا.وعرض الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند على كومباوري منصبا في المؤسسات الدولية مقابل تنحيه عن الحكم. وقال وزير خارجيتها لوران فابيوس إننا “لا نقوم بإقالة أو تنصيب حكومة، لكن ما نتمناه هو حماية مواطنينا وأن يعود الأمن” في بوركينافاسو. وعبرت واشنطن عن قلقها من فكرة تعديل الدستور، بينما أشار الاتحاد الأوروبي أمس إلى أنه “من حق الشعب البوركينابي تقرير مصيره بنفسه”. فيما أوفدت الأمم المتحدة مبعوثا إلى واغادوغو لإطلاعها على الوضع عن قرب.من هو بلاز كومباوري؟ من مواليد 1951 بزينياري شمال العاصمة واغادوغو، درس في كلية عسكرية بالجزائر. وقام بانقلاب “الخميس الأسود” في 15 أكتوبر 1987 على صديق دربه الرئيس توماس سانكارا. وقد اتهم بقتله حين قال عنه وقتذاك إنه “خان مبادئ الثورة”. ومكث كامباوري في الحكم 27 سنة دون منازع، في 5 انتخابات شكلية.وفي 2008، اعترف السيناتور برينس جونسون بأن رجاله شاركوا في مقتل الرئيس سانكارا بأمر من كومباولي الذي قام بعد ذلك بتصفية ثوريين بارزين هما: هنري زونقو وجان باتيست بوكاري. وقتل الصحافي جستين زونغو في 2011 على خلفية تحقيق في ملف رشوة حول ابن الرئيس. وأودعت أرملة سانكارا شكوى ترتبت عنها إدانة لجنة حقوق الإنسان للأمم المتحدة بوركينافاسو في 2006، بعدم التحقيق في اغتيال سانكارا.وخرج المواطنون في انتفاضة شعبية الثلاثاء الماضي مطالبين برحيله بعدما أعلن نيته في تعديل الدستور للترشح لعهدة سادسة في 2015. وأعلن الجيش حالة طوارئ وحل البرلمان والحكومة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: