عمدة باريس تودع شكوى ضد “فوكس نيوز”

منح، نهار أمس، مجلس باريس، وبعد مشاورات ومفاوضات على مدار ثلاثة أيام، الموافقة لعمدة باريس “آن إيدالغو” بالتصويت بنعم للتقدم رسميا بشكوى ضد القناة التلفزيونية الأمريكية “فوكس نيوز” من أجل القذف لما يقتضيه القانون، وذلك عقب بث هذه الأخيرة سلسلة من الحصص التلفزيونية مست بشرف وهيئة اعتبار العاصمة الفرنسية باريس.

وقائع القضية تعود إلى منتصف شهر جانفي الفارط، حيث أقدمت القناة التلفزيونية الأمريكية “فوكس نيوز” على بث عدة حصص على محطتها تحكي عن وجود أماكن ومناطق بفرنسا، وعلى وجه الخصوص بباريس، تحمل لافتات كتب عليها “مناطق ممنوعة” “زون نو غو”، إلى جانب وجود مناطق أخرى غير مسموحة لغير المسلمين، أين يغض بداخلها القانون الفرنسي البصر عما يحدث وسطها من أعمال عنف وانحرافات وجرائم يقوم بارتكابها أبناء تلك الأحياء، الأمر الذي يعني أن قانون العقوبات الجزائية يتغاضى عن إدانة هؤلاء الأشخاص وردعهم، حسبما صرحت به عمدة باريس “آن إيدالغو” في بيان لها استلمت “الخبر” نسخة منه، إذ اعتبرت أن هذه الأفعال والأقوال التي جاءت على لسان المتدخلين ومقدمي هذه الحصص التلفزيونية بالصوت والصورة غير مقبولة، كونها فتحت المجال أمام المشاهدين عبر كل أنحاء العالم للاعتقاد بأن باريس تقاعست وتهاونت في ضمان الأمن وتوفير الأمان للأشخاص، واضعة بذلك مواطنيها بالدرجة الأولى في خطر، معرضة زائريها والوافدين عليها من السياح إلى خطورة أكبر، وهو الأمر الذي يتنافى مع الإجراءات الاحتياطية والمراقبة للحفاظ على النظام العام بالتنسيق مع مصالح الدولة. وجاء في البيان أن قذف الجماعات المحلية بباريس بمثل هذه التصرفات يدل على التهجم عليها وطعنها في شرفها بالمساس بهيئة اعتبارها، من خلال بث وإعادة إنتاج مثل هذه الإشاعات المسيئة والمعاقب عليها قانونيا، وبالتالي فبث هذه السلسلة من الحصص التلفزيونية وإظهار هذه اللافتة على الشاشة يحمّل عمدة باريس “آن إيدالغو” المسؤولية باسمها وباسم كل مواطني بلدة باريس التقدم بإيداع شكوى على مستوى محكمة الجنح بمجلس قضاء باريس من أجل القذف بالتأسس طرفا مدنيا، إلى جانب إيداع شكوى ثانية من أجل القذف العام ضد مجهول، إذ سيتم تكليف قاضي تحقيق للقيام بالإجراءات القانونية اللازمة للبحث والكشف عن هوية الأشخاص الفاعلين والمسؤولين عما تضمنته اللافتة التي أظهرتها القناة التلفزيونية “فوكس نيوز”، من خلال بثها تلك الحصص التلفزيونية.