تونس في منعرج بين النظام الجديد والحرس القديم

أعلنت وزارة الداخلية التونسية، أمس، عن مقتل ستة أشخاص،  بينهم خمس نساء، في مداهمة بيت في ضواحي العاصمة، كان قد اختبأ فيه مسلحان منذ يوم الخميس، أي بيوم قبيل انطلاق الانتخابات التشريعية في الخارج. قال المتحدث باسم وزير الداخلية، محمد علي العروي، إن قوات الأمن حاصرت المنزل في وادي الليل بضواحي تونس، بناء على معلومات تحصل عليها الأمن بعد توقيف “عنصرين إرهابيين” في كبيلي، 500 كلم جنوب العاصمة. وكشف أن “الوحدات الخاصة تقدمت من جهة المطبخ”، ليضيف أن “إحدى النساء صوبت السلاح في اتجاه الشرطة في المطبخ”، ما جعله يصف المجموعة بـ«العناصر الإرهابية”. وكان وزير الداخلية أعلن قبل ذلك أنه سيمهل الإرهابيين ساعتين، بسبب تواجد نساء وأطفال بالبيت. وقتلت في المداهمة النساء الخمس ومسلح، يدعى أيمن، وجرح آخر يدعي حسام. كما جرح طفل وبنت على مستوى الرأس.وقامت الحكومة التونسية بإجراءات وقائية، بغلق المعابر الحدودية مع ليبيا خلال الفترة الانتخابية. هذا وانطلقت أمس الانتخابات في 386 مكتب اقتراع في الخارج، موزعين على العواصم العالمية، يشارك فيها حوالي 360 ألف ناخب. وستفتح مكاتب التصويت في تونس، ليشارك 5 ملايين و236 ألف ناخب، غدا، في اختيار 217 نائب لمجلس النواب القادم، من بين 15 ألف مرشح في قوائم حزبية ومستقلة. وتليها انتخابات رئاسية في 23 نوفمبر المقبل يشارك فيها 27 مرشحا، العديد منهم من الحرس القديم.وخلافا لانتخاب المجلس التأسيسي الذي تحصلت فيه حركة النهضة على الأغلبية، تبدو التكهنات في اقتراع الأحد صعبة للغاية، ذلك أن الوضع الاجتماعي والأمني قد تدهور بشكل ملحوظ في تونس. هي الأسباب التي جعلت البعض يحن إلى العهد الماضي، بفسح المجال أمام المحسوبين على النظام السابق وربما العودة عبر صناديق الاقتراع، أي من الباب الواسع. ويرجح أن ينافس “نداء تونس” الذي يتزعمه الباجي قايد السبسي، وزير سابق في عهد الحبيب بورقيبة ورئيس البرلمان في عهد زين العابدين بن علي، حركة النهضة التي يقودها راشد الغنوشي، والفائزة في الانتخابات السابقة. وقد تعطي الانتخابات التشريعية النكهة لرئاسيات نوفمبر. فالفائز سيكون له حق الخيار في التفاوض ثم دعم المرشح الذي سوف يقود تونس في إنهاء المرحلة الانتقالية. ويبقى لغز التحالف بين النهضة والرئيس الحالي، منصف المرزوقي، قائما، كون الطرفين يلتقيان في مبدأ سد الطريق أمام عودة النظام السابق وإجهاض الثورة التي خرجت من صميم الشعب التونسي.