دعت التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي إلى الحذر من “المناورات” التي يسعى النظام إلى فرضها عبر “مشاورات مزعومة” جديدة، بعد اتضاح فشله في مشاورات تعديل الدستور، في إشارة ضمنية إلى مبادرة ندوة الإجماع الوطني التي أطلقتها جبهة القوى الاشتراكية “الأفافاس”. ويتضح أن التنسيقية دخلت في “صراع خفي” وجها لوجه مع الأفافاس، لاسيما وأنها دعت الجزائريين إلى عدم الانسياق وراء “الأوهام”.اجتمعت التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي بمقر حركة النهضة، أمس، ضمن لقاء خصص لمناقشة مستجدات الساحة السياسية. وذكر بيان الاجتماع تلقت “الخبر” نسخة منه، أن هيئة الرؤساء قدمت وجهات النظر التي تعمقت في قراءة الأحداث وسجلت ملاحظات عن الوضع السياسي الراهن. وأفادت التنسيقية أن “الصورة اتضحت لها بأن النظام السياسي وبعد فشله في جولة المشاورات المزعومة حول الدستور التي لم تعرف نتائجها إلى اليوم، ما يزال يسعى بطرق ملتوية لجر الطبقة السياسية الواعية إلى مشاورات جديدة غير مجدية، والتي بدأت في الآونة الأخيرة”، تقصد مشاورات الأفافاس حول ندوة الإجماع الوطني.وقال البيان “وأمام هذا الوضع، ندعو في التنسيقية الطبقة السياسية للحذر من هذه المناورات وإلى المحافظة على رصيدها النضالي الذي حققته من خلال ندوة مزفران والتنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي وقطب التغيير والخبراء والشخصيات الوطنية، التي تجمعت على أرضية مشتركة للحريات والانتقال الديمقراطي ضمن هيئة التشاور والمتابعة للمعارضة”. وترى التنسيقية التي تجمع رئيس الحكومة السابق أحمد بن بيتور، وأمين عام حركة النهضة محمد ذويبي، ورئيس الأرسيدي محسن بلعباس، ورئيس “حمس” عبد الرزاق مقري، ورئيس “جيل جديد” جيلالي سفيان، والقيادي في جبهة العدالة والتنمية عمار خبابة، أن “مواصلة الضغط على النظام السياسي بالطرق السلمية، هو الوسيلة الوحيدة لتوفير الحريات والانتقال الديمقراطي المبني على الحوار الجاد والتوافق الحقيقي، وليس المغشوش”، وطلبت التنسيقية من الشعب “الالتفاف حول مشروع الانتقال الديمقراطي والمعارضة الجادة وعدم الانجرار وراء الأوهام”.وسبق أن اعتبرت حركة مجتمع السلم المبادرة المعروضة عليها من قبل قيادة الأفافاس في اللقاء الذي جمعهما، أمس الأول، بأنها “لم تأت بأي جديد”، ودعت مسؤولي الأفافاس ليوجهوا مجهودهم “للسلطة الحاكمة، لأنها الجهة التي ترفض التوافق الحقيقي والتعاطي الايجابي مع مبادرات المعارضة”. في المقابل، علمت “الخبر” أن التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي رفضت استقبال وفد جبهة القوى الاشتراكية بشأن عرض مبادرة ندوة الإجماع الوطني، واتفقت الأحزاب المنتمية إلى التنسيقية في اجتماع، أمس، على رفض مبادرة الأفافاس من أساسها.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات