خبران صادمان خيطا رأسي هذا اليوم:الخبر الأول: أن الوزير عمار غول قال باسم حزب “تاج” إن مبادرة الأفافاس كبيرة وهامة وتتطلب وقتا للحوار حولها! ولكنه قال أيضا إنه يقبل بالمبادرة إذا جاءت ضمن مقترحات الرئيس بوتفليقة حول إصلاحات الدستور!المتتبع لتصريحات بن صالح وسعداني (الأخيرة) يتأكد أنها تصدر من منبع واحد، أي أن ما يقوله هؤلاء ليس من عندياتهم، بل هو صادر من الرئيس الفعلي لهذه الأحزاب الثلاثة وهو بالتأكيد ليس الأفالان ولا الأرندي ولا حتى “تاج”، بل هو حزب الأحزاب الذي يحكم ولا يعلم به أحد!والسؤال المطروح: إذا كان حزب “تاج” وحزب الأرندي وحزب الآفة السعداوية متحدين في الرؤية السياسية حيال المسائل الوطنية إلى هذا الحد، فلماذا لا تعقد هذه الأحزاب مؤتمرا واحدا وتعلن عن ميلاد حزب واحد! أليس هذا نوعا من تعددية الرأي الواحد التي كانت موجودة داخل الحزب الواحد ضمن مبدأ “وحدة الفكر والعمل”!لا تقولوا لنا إن الرئيس وجماعة الرئيس هم من أوحى لهؤلاء بوحدة التصريح بالموقف من مبادرة الأفافاس.. بل الأصح أن الحزب الحاكم الذي أتى بالرئيس قبل 15 سنة وجند له الأحزاب المذكورة هو الذي يوحي لهؤلاء بأن يقولوا كلاما لا يفهمه أحد!لكن المؤسف حقا أن الأفافاس وكل المعارضة مازالت تعتقد أن نظاما وصلت رداءة حكامه إلى هذا الوضع، يمكن أن يتحاور معه! ويمكن أن نصل معه إلى شيء إيجابي؟!أمامكم تجربة تونس، فالثلاثي الذي كان يحكم تونس بعد الثورة وبقيادة النهضة ما كان بإمكانه سماع صوت المعارضة لو لم تنزل بالشعب إلى الشارع. ويخطئ من يعتقد أن النظام الذي يحكمنا يمكن أن يتحاور مع المعارضة بطلب منها.النظام يطلب هو الحوار مع المعارضة لتنظيم انسحابه تماما كما حدث في تونس.الخبر الثاني: قول وزير الاتصال “إن الإشهار لا علاقة له بأخلاقيات الصحافة”، الحمد لله أن الوزير احتاج إلى سنة كاملة في الوزارة ليتعلم هذه الحقيقة التي كان يؤمن بعكسها لما جاء إلى الوزارة، وقال إنه سيؤخلق الصحافة بالإشهار وتراجع الآن. لكن الوزير ارتكب خطيئة أخرى حين قال “أنا لست ناطقا باسم الحكومة”، فإذا لم يكن ناطقا باسم الحكومة فما معنى وزارة الاتصال إذن؟ هل الاتصال هو تسيير حظيرة سيارات الوزارة!؟ أم تسيير عاملات النظافة في الوزارة؟!واقع الإعلام يا سيادة الوزير يتحسن حين يصبح الوزير مسؤولا عن إعلام الحكومة كلها، وليس وزارة الاتصال فقط، وهذا لا يتحقق في ظل وزير لا يعرف حتى مهامه، ولا يفرق بين الإعلام والإشهار[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات