شهدت نهائيات كأس أمم إفريقيا منذ أول دورة في السودان سنة 1957 التأجيل مرة واحدة فقط، في وقت يطرح المغرب، من خلال انشغاله بفيروس “إيبولا” فرضية دفع “الكاف” إلى خيار التأجيل الثاني لـ”الكان”، رغم أن مبررات هيئة الكامروني عيسى حياتو الرافضة لأي تفاوض بشأن التأجيل، أن الدورة النهائية لكأس أمم إفريقيا لم تشهد أي تأجيل عن موعدها الرسمي، وهو مبرّر في الواقع غير صحيح.انطلقت الدورات النهائية لكأس أمم إفريقيا في السنوات الفردية، وكانت البداية سنة 1957 بدورة لم تحتكم إلى التصفيات، بل جرت بحضور ثلاثة منتخبات، وهي مصر والسودان وأثيوبيا، بينما تم إقصاء جنوب إفريقيا بسبب رفضها إشراك منتخب مزيج بين البيض والسود، ما جعل “الكاف” تقرّ بتأهّل أثيوبيا إلى النهائي دون إجراء المباراة، بينما تأهّلت مصر على حساب السودان البلد المنظّم (4/0)، وتوّجت مصر باللٌّبّ على حساب أثيوبيا (2/1)، واحتفظت مصر باللّقب، حين استضافت الدورة سنة 1959 باسم الجمهورية العربية المتحدة حين اتحدت مع سوريا، في دورة شهدت أيضا حضور المنتخبات الثلاثة نفسها، لكنها جرت على شكل دورة مصغرة، وتوّجت مصر بعد فوزها على أثيوبيا (2/1) وعلى السودان (4/0)، وهما نفس نتيجتي دورة 1957، واحتلت في النهاية مصر المركز الريادي.الدورة الثالثة تأجّلت بسنة كاملةواضطرت الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم، وهي تمنح شرف تنظيم الدورة الثالثة لأثيوبيا بعدما جرت الدورتان الأولى والثانية في السودان ومصر على التوالي، أن توافق مرغمة على تأجيلها بسنة واحدة، حيث لم تجر الدورة مثلما كان مقررا سنة 1961، بسبب محاولة الانقلاب على الإمبراطور الأثيوبي هايلي سيلاسي في 13 ديسمبر 1960 حين كان في زيارة إلى البرازيل، حيث طالب مدبّرو الانقلاب باعتلاء نجله الحكم، غير أن الإمبراطور الأثيوبي تحكّم في الوضع وأفشل محاولة الانقلاب وبرّأ نجله من تهمة تدبير الانقلاب، وكان لتلك الأحداث تداعيات على “كان 1961” التي جرت في النهاية سنة 1962، وهي لمرة الأولى التي جرت فيها دورة نهائية لكأس أمم إفريقيا في السنوات الزوجية.وارتفع عدد لمشاركين في الطبعة الثالثة من ثلاثة إلى تسعة منتخبات، وجرت لأول مرت التصفيات إلى الدورة النهائية التي شهدت مشاركة أربعة منتخبات هي إثيوبيا البلد المنظّم ومصر حاملة اللّقب (تأهّلتا آليا إلى الدورة النهائية)، إلى جانب تونس وأوغندا المتأهّلتين في التصفيات، وشهدت الدورة تتويج أثيوبيا.وعلى غرار مرحلة الانتقال من السنوات الزوجية إلى الفردية من جديد بين 2012 و2013، الذي أقرّته الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم حتى لا تتداخل الدورات النهائية لـ«الكان” مع موعد المونديال، فإن “الكاف” أجرت للمرة الأولى دورتين نهائيتين لكأس أمم إفريقيا في ظرف سنة واحدة في بداية الستينيات، فبعد دورة أثيوبيا التي جرت سنة 1962 متأخرة بسنة واحدة، فقد احتضنت غانا الدورة الرابعة في موعدها القانوني في سنة 1963، وتوجت غانا باللقب التي أضافت اللقب الثاني سنة 1965، في آخر مرة جرت الدورة في السنوات الفردية (الدورة احتضنتها تونس)، وهي الدورة التي تحوّل اسم المنافسة من كأس إفريقيا إلى كأس أمم إفريقيا.«الخضر” يحضرون في أول دورة في السنوات الزوجية ويغيبون عن آخرهالم يشارك المنتخب الوطني في نهائيات كأس أمم إفريقيا في السنوات الفردية سوى مرة واحدة، وكان ذلك سنة 2013 في جنوب إفريقيا، وهي السنة الأولى التي عادت فيه الدورات النهائية لكأس أمم إفريقيا إلى السنوات الفردية، بينما تم تسجيل أول مشاركة للمنتخب الوطني في الدورات النهائية لكأس أمم إفريقيا سنة 1968 في أثيوبيا، وكانت المرة الأولى التي تجري فيه “الكان” في السنوات الزوجية، وهي الدورة الثانية أيضا التي جرت بعد ثلاث سنوات عن آخر دورة (دورة تونس 1965)، ومن المفارقات أن الدورة الأولى التي جرت بعد ثلاث سنوات عن سابقتها هي دورة أثيوبيا أيضا التي تم تنظيمها في 1962 بدلا من 1961، كون الطبعة الثانية جرت سنة 1959.وغاب المنتخب الوطني عن بقية الدورات، ولم يعد إلى الظهور سوى بجيل جديد سنة 1980، وبقي المنتخب الوطني وفيا للدورات النهائية لكأس أمم إفريقيا إلى غاية 2004 (غاب عن دورة تونس سنة 1994 بسبب قضية كاروف بعدما كسب تأشيرة التأهّل)، ولم يشارك المنتخب الوطني في دورتي 2006 و2008 بمصر وغانا على التوالي، وعاد للظهور في “كان 2010” بأنغولا، غير أن المنتخب الجزائري أقصي من دورة “2012” في غينيا الاستوائية والغابون، وهي الدورة الأخيرة التي جرت في السنوات الزوجية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات