أكد، أمس، رئيس الفيدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ، بأن 9 آلاف مليار سنتيم رهينة لدى عموم المقتصدين المضربين منذ شهرين متتاليين، مضيفا بأن أكثر من 80 في المائة من التلاميذ اليتامى والمعوزين وضحايا الإرهاب لم يستفيدوا من منحة ثلاثة آلاف دينار لحد اليوم.واستنكر الحاج دلالو في تصريح أدلى به لـ”الخبر” أمس، تماطل السلطات العمومية في حل إشكالية أزمة المقتصدين التي أخذت أبعادا خطيرة مؤخرا، في ظل سكوت مُحير ومُخيب لوزارة التربية الوطنية، حيث أفاد بأن “الأغلبية الساحقة من التلاميذ المستهدفين باستحقاق منحة ثلاثة آلاف دينار لم يتسن لهم تسلّمها إثر الإضراب المتواصل للمقتصدين عبر كل ولايات الوطن”، مقدرا مجموع المقصين بأزيد من 80 في المائة من المستفيدين المخصص لهم اعتمادات مالية تعادل قيمتها 9 آلاف مليار سنتيم.وحسب ذات المتحدث، فإن “المقتصدين الغاضبين عمدوا إلى تهريب الأموال الموضوعة تحت حيازتهم لتوزيعها على المستفيدين منها إلى وجهات مجهولة، وذلك مخافة ضياعها أو السطو عليها نتيجة طول المدة التي استغرقتها القبضة الحديدية التي تجمعهم مع الوزارة الوصية بسبب مطالبهم العالقة”، مؤكدا بأن “المقتصدين فضّلوا هذه الطريقة بعد أن قام بعض مديري المؤسسات بتشكيل لجان بديلة عمدت إلى تكسير أقفال الخزائن وتوزيع ما بها على مستحقيها من المستفيدين طبقا للقوائم المضبوطة لديهم، وذلك حتى لا تتعطل العملية التي شكلت ولا تزال، صُداعا كبيرا لكل مديري المؤسسات التربوية في الوطن”. وفي سياق آخر، أبدى دلالو غضب الفيدرالية الشديد من المواقف الأخيرة للوزيرة بن غبريت، التي لم تتورع عن إقصاء الأولياء بصفتهم شريكا اجتماعيا أساسيا في المنظومة التعليمية من الندوات التي تنظمها هذه الأيام لتقييم العملية البيداغوجية والدخول المدرسي، وذلك على غرار باقي النقابات الأخرى، معتبرا هذه الممارسات الإقصائية خطوة أخرى لمضاعفة الاضطرابات والاحتجاجات داخل القطاع.وأمام هذا الوضع السائر نحو التأزيم بفعل تلاحق لهجات الغضب، والتهديدات بالإضراب من قبل العديد من التنظيمات النقابية المشكلة للأسرة التربوية، دعا المسؤول الأول عن الفيدرالية رئيس الجمهورية إلى التدخل من أجل تجنيب القطاع هزات عنيفة هو مقبل عليها، في ضوء إصرار بعض النقابات على الدخول في إضراب مفتوح ابتداء من منتصف شهر نوفمبر القادم، الأمر الذي من شأنه تعكير صفو الاستقرار المؤقت الذي تشهده بداية الموسم الدراسي الجاري، مُطالبا بضرورة تجسيد الاتفاقية التي تم توقيعها في أعقاب الإضراب الماضي ما بين الشركاء الاجتماعيين ومصالح الوظيفة العمومية ووزارة التربية الوطنية.من جانبه، رسم السيد مزيان مريان، رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني “سنابست”، صورة سوداوية عن الوضعية الحالية للقطاع، مستغربا ما أسماه سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها السلطات العمومية من خلال استجابتها الفورية لمطالب الشرطة المحتجين مؤخرا، وإهمالها مطالب مستخدمي قطاع التربية العالقة منذ سنوات، على غرار انشغالات عمال الجنوب، وتصنيف أساتذة التعليم الثانوي، والتقني، وغيرها من الملفات التي تقول الوزارة إنها تتجاوز صلاحياتها، ما سيجر القطاع إلى انزلاقات مجهولة العواقب.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات