38serv
قدّم، أمس الأول، المخرج لطفي بوشوشي العرض الأول لفيلمه “البئر” سيناريو ياسين محمد بن لحاج، بقاعة ابن زيدون، أنتج الفيلم من طرف الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي. وحرص أبرز السينمائيين الجزائريين، على غرار أحمد راشدي وموسى حداد، بشير درايس، لخضر حامينة وغيرهم، على حضور العرض، حيث تقرّبت “الخبر” منهم لمعرفة آرائهم حول هذا العمل السينمائي الأول في مسيرة المنتج والمخرج لطفي بوشوشي، على بعد حوالي شهر فقط من تجربة المخرج الفرانكو جزائري إلياس سالم مع موضوع الثورة الجزائرية عبر فيلم “الوهراني”، حيث جاء فيلم “البئر” للمخرج لطفي بوشوشي، لينقل السينما الجزائرية إلى محطة جديدة في كيفية تناول موضوع ثورة نوفمبر، عبر قصة إنسانية تدور أحداثها حول واقع حياة سكان إحدى القرى الجزائرية وهم يواجهون الموت عطشا، بعد أن تعرضوا إلى حصار من قبل كتيبة لجيش الاستعمار الفرنسي. يسرد الفيلم حكاية سيدة وضعت مولودها في جو ساده اضطهاد وقمع المستعمر، حين يغيب الرجال عن القرية في سبيل الوطن، وبين العطش ورصاص الجنود الفرنسيين، تقاوم عزيمة الجزائريين الموت بحثا عن الحياة. استفادت هذه الفلسفة الإنسانية التي قدمها الفيلم لمدة ساعتين، كثيرا من خبرة لطفي بوشوشي القادم من عالم إخراج الومضات الاشهارية إلى عالم السينما لأول مرة، مع مجموعة من الممثلين الجزائريين والفرنسيين، منهم الممثلة الفرنسية لوران مورال، نادية قاسي. كانت لغة الفيلم على نحو الأفلام العالمية الحديثة التي تحاور قصص التاريخ والحروب، حيث تحدّث عن الإنسانية المغتالة في زمن الاستعمار، دون أن يعرّج إلى شخصيات بارزة من المجاهدين، أو تفاصيل المعارك الكبرى التي نلمسها في أفلام لخضر حامينة وأحمد راشد، إذ يجسّد الفيلم المقولة الشهيرة “بطل واحد هو الشعب”.قدّم الفيلم صورة عالية الدقة، مع موسيقى اختزلت المسافات بين الشاشة والجمهور، وسرد يشدّك حتى المشهد الأخير دون انقطاع، بلغة حوار طغت عليها اللهجة الجزائرية دون تحديد وجهة معينة، رغم أن التصوير كان في مدينة بسكرة جنوب الجزائر، إلا أن المخرج حرص على أن يكون الإيقاع اللغوي والتاريخي للفيلم عابر للولايات.
قالـــــــوا عن الفيلم
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات