أحدث احتجاج أعوان الشرطة، الأول من نوعه منذ الاستقلال، ارتجاجا في السلطة، لكن خرجة أعوان الأمن، ورغم الصخب الإعلامي، المتواتر عنها، لم يصاحبها التناول السياسي المطلوب، سواء من قبل الموالاة أو من قبل المعارضة، فهل هي إستراتيجية لتفادي “صب مزيد من الزيت على النار”، أم هو “سوء تقدير لحجم الحدث”.
لم تصل الطبقة السياسية إلى “عمق” الحدث المرتبط بخروج رجال الشرطة، إلى الشارع، وكما ظهر ارتجاج في قرار السلطات إزاء النمط الملائم لإطفاء لهيب الاحتجاج ومحاصرة رقعتها أمام رئاسة الجمهورية، بدا أيضا، أن الأحزاب السياسية، داهمتها خرجة غير متوقعة ممن يفترض أن يواجهوا الخرجات المتوقعة من فئات صار الاحتجاج لديها ثابتا، فارتبكت في كيفية التعاطي مع الموضوع، فانكفأت أحزاب الموالاة على نفسها، وانكمشت متفرجة على الآتي من السلطات المركزية، بينما اكتفت أحزاب المعارضة، بربط روتيني، ومطاط بين تظاهر أعوان الأمن وبين راهن وضع سياسي موبوء على كافة المستويات، دون أن تفرد لملف احتجاج الشرطة حيزا يتواءم مع حجم الحدث، بينما تساؤلات تطرح في شق تناول المعارضة للملف، بين إن كان خصوم السلطة السياسيين تعمدوا تخفيف الضغط على الحدث في حد ذاته، من قبيل تفادي صب الزيت على النار، أم أن المعارضة امتنعت عن التوظيف السياسي، لملف حساس تجهل عواقبه، في خصومتها مع السلطة، مثلما دعا المحتجون أنفسهم.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات