كشفت احتجاجات أعوان الشرطة وخروجهم إلى الشارع المستور بأن الأمر ليس مجرد مطالب اجتماعية مهنية، بقدر ما يعبّر عن أزمة عميقة بحاجة إلى إصلاحات جوهرية، وهذه الأخيرة ليست خيارا أمام السلطة بقدر ما هي ضرورة إجبارية، لأن هناك خطا أحمر تم تجاوزه، بعدما عرّت كل الاحتجاجات التي وقعت سواء من مواطنين بسطاء أو من قبل تنظيمات نقابية أو من جانب قوى المعارضة وأخيرا من قِبل سلك الأمن، كل أنواع مساحيق ”الماكياج” التي استعملت لتغطية عورات السلطة الغائبة، وما تولّد عنها من شلل وركود في سير مؤسسات الدولة. لقد أضحت كل الأمور على المكشوف ولم يعد ينفع لا استعمال توزيع ”الريع” كحقن مهدئة لكسب السلم الاجتماعي والسياسي ولا توجيه هراوات الشرطة لقمع مطالب المتضررين والمهمشين والبطالين المحتجين على السياسات العرجاء في برامج التنمية، ولم يعد ينفع سوى ”الصح ” لتفادي الانفجار.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات