حياة يومية بآفلو وإدارة على بعد عشرات الكيلومترات

+ -

 يعدّ تجمعا الكاف لحمر والرميلية من أقرب التجمعات السكانية القريبة من مدينة آفلو عاصمة الجهة الشمالية لولاية الأغواط بمسافة لا تتجاوز الخمسة كيلومترات، إلا أنهما تابعان لبلدية واد مزي وبلدية الغيشة على بعد عشرات الكيلومترات، ما جعل معاناة السكان كبيرة ومقسومة بين حياة يومية بآفلو وضرورة التنقل للأعمال الإدارية إلى مقر البلدية، بسبب التقسيم الإداري الذي اعتمد على الانتماء العروشي دون مراعاة بعد المسافات. إذا كانت قرية الرميلية، المجاورة للطريق الوطني رقم 23 الرابط بين آفلو والأغواط، غير بعيدة عن مدينة آفلو إلا ببضعة كيلومترات فإنها تابعة لبلدية واد مزي بدائرة واد مرة على بعد أكثر من ستين كيلومتر، والمواطن يتضرر لقطع هذه المسافة وامتطاء عدة حافلات لبلوغ مقر البلدية أو الدائرة لقضاء أموره الإدارية، وبالتالي تضييع عدة ساعات في غياب حتى مسلك مباشر نحو مقر البلدية، لأن المواطن يضطر للتوجه إلى آفلو ومنها إلى بلدية تاجموت ثم بلدية واد مزي.وكشف السكان الذين التقيناهم أن التكفل بانشغالاتهم يستدعي ترقية القرية إلى بلدية مستقلة أو إلحاقها ببلدية آفلو لقربها منها، وجعلها أحد أحيائها البعيدة للتكفل بالنقائص المطروحة وتحسين الإطار المعيشي للمواطن.وتعد معاناة سكان قرية الكاف لحمر بسبب التقسيم الإداري أكبر، بعدما تحول هذا التجمع السكاني، حسب قاطنيه، إلى “قرية منسية”، لأن المواطن ملزم بالتنقل إلى مدينة آفلو على بعد خمسة كيلومترات، ومنها إلى مقر البلدية بالغيشة على بعد عشرات الكيلومترات في غياب طريق مباشر بسبب الطابع الجغرافي والتضاريس الصعبة، مع غياب عدة ضروريات كالغاز الطبيعي، ما جعل السكان يطمحون لإلحاقهم كفرع تابع لمدينة آفلو التي يعيشون فيها ويتنقلون لها يوميا، رغم أن بطاقات تعريفهم تصدر في دائرة أخرى ووثائقهم الإدارية تستخرج فيها، بعدما ألزمهم التقسيم الإداري بهذا الانتساب الذي باتوا لا يرغبون فيه بعدما دفعوا ضريبته غاليا ومازالوا يتكبدون عواقبه. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات