ما هي أوجه التعاون بين الجزائر وفرنسا في الملف الليبي؟ في الملف الليبي للأسف لا يوجد هناك تعاون لأن فرنسا، نحن تدخلنا (في 2011) في بلد ذي سيادة، تدخلنا بالقوة.. والجزائر لم تحبذ التدخل الفرنسي في ليبيا، بل على العكس من ذلك قامت بإدانته، وتحركت ضده دبلوماسيا، والتدخل العسكري الفرنسي في ليبيا أزعج كثيرا الجزائر التي لديها حدود تمتد على طول ألف كيلومتر مع ليبيا، وعدم استقرار بلد جار يمكن أن يخلق مشاكل عميقة. أعتقد أن قرار التدخل العسكري اتخذه رئيس الجمهورية، ولكن بدون استشارة وبدون تصويت المجلس الوطني (البرلمان) يصبح قرارا في نظري غير دستوري، والأسباب شخصية للسيد ساركوزي... لا يمكنني القول أكثر، ولكن نتائج ذلك التدخل كانت كارثية.ولكن حاليا وزير الدفاع الفرنسي أعرب عن رغبة فرنسا في التدخل عسكريا مرة أخرى في ليبيا، فهل سيكرر هولاند ما فعله ساركوزي قبله؟ لا أعتقد أن فرنسا ستتدخل مجددا في ليبيا، بذريعة ماذا؟ وباسم من؟ وفي أي عهدة، فليبيا دولة ذات سيادة، وحكومة حتى وإن كانت منقوصة الشرعية فإنه لا يمكننا التدخل عسكريا في ليبيا، فالفرنسيون يحترمون الاتفاقيات السابقة، وسأشرح لك ذلك، فنحن لدينا اتفاقيات للمساعدة والتعاون بما فيها العسكرية مع بعض الدول وبالأخص الدول الإفريقية جنوب الصحراء، هذه الاتفاقيات طويلة الأمد، وقد تمس بسيادة هذه البلدان ولكنها دوما يتم تجديدها، ومن الجانب الفرنسي فإنهم فخورون بها، فمثلا عندما طلبت الحكومة المالية من فرنسا التدخل عسكريا في شمال أراضيها، وطبقا لاتفاقية المساعدة والتعاون فطبعا لا بد لنا من التدخل، ولا يمكننا الرد بغير ذلك، فهذا أمر طبيعي ولكن في ليبيا الأمر مختلف.مجلس النواب الليبي في طبرق وجه نداء دعا فيه الدول الغربية للتدخل، ألا يشكل ذلك ذريعة كافية لفرنسا للتدخل في الصراع بين الليبيين؟ هناك وضعية كل بلد، وأنا أؤكد مرة ثانية على ضرورة إعطاء الكلمة للبرلمان الفرنسي (قبل اتخاذ قرار التدخل العسكري في ليبيا) ورئيس الجمهورية ورئيس الحكومة لا يمكنهما اتخاذ مثل هذا القرار، لأن له تبعات مالية ثقيلة، ويجب القول بأن فرنسا تعاني في هذه المسألة.لماذا لم تعلن فرنسا لحد الآن عن دعمها لمبادرة الجزائر لجمع الفرقاء الليبيين على طاولة الحوار؟ أنا أعترض على هذا، أنا مناضل من أجل الشراكة الفرانكو جزائرية خاصة على المستوى المغاربي والساحل الصحراوي، أعتقد أن الجزائريين والفرنسيين حتى ولو لم تكن لهم نفس المصالح بالضرورة ولكن لديهم مصالح مشتركة يجب التعاون بشأنها، ومن مصلحتهما استقرار منطقة الساحل الإفريقي، وفي الملف الليبي كتبت تقريرا مع السيدة سعيدة بن حبيلس قبل ثلاث سنوات، ووجهناه إلى الرئيس الفرنسي آنذاك نيكولا ساركوزي وطلبنا منه الاستماع لنصائح نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ولكن للأسف ساركوزي لم يتبع هذا الخيار (عدم التدخل العسكري في ليبيا).وفي الملف المالي هل نجحت فرنسا من خلال عملية “سرفال” في القضاء على الجماعات المسلحة في الشمال؟ أعتقد أن عملية “سرفال” نجحت إجمالا في إنقاذ مالي، لأنه لو لم تتدخل فرنسا بسرعة فكان من الممكن أن ينهار النظام في باماكو، وما يحدث في الدولة الإسلامية (داعش) كان من الممكن أن يحدث في الساحل الإفريقي، نحن أوقفنا تقدم الجماعات المسلحة، وأنقذنا وحدة مالي، ومن جهة أخرى قضينا على جهاز (الحرب) للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، صحيح أن العمليات لم تنته ومازالت طويلة وهناك تعاون فرانكو - جزائري فعال جدا، لذلك أقول نعم عملية “سرفال” كانت ناجحة.ما هي قراءتك لعملية اختطاف وقتل الرعية الفرنسي غوردال بالجزائر؟ على الصعيد الاستراتيجي لا توجد استراتيجية، فهذه ضربة وجهت من أشخاص وضعوا أيديهم على هذا الرجل، وقتل غوردال بتلك السرعة يكشف أن هؤلاء الذين قاموا بهذا الأمر لا يملكون إستراتيجية، وتصرفوا بسرعة كبيرة، إذ لم يسبق لي أن شاهدت رهائن يعدمون بتلك السرعة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات