38serv
معاناة كبيرة يتخبط فيها سكان قرية المرحمة التابعة إداريا لبلدية تعظميت بولاية الجلفة على بعد 60 كيلومترا، والقريبة من بلدية سيدي مخلوف بولاية الأغواط على مسافة لا تتجاوز 5 كيلومترات، بتفشي نقائص كثيرة عجلت بنزوح السكان وهجرتهم للمدن الكبرى والبلديات المجاورة.بلوغ هذه القرية لم يكن سهلا بالنظر إلى غياب أي إشارة أو لوحة توجيهية لهذا التجمع السكاني انطلاقا من المدخل الشمالي لبلدية سيدي مخلوف على الطريق الوطني رقم 1 الرابط بين ولاية الجلفة والأغواط، على بعد حوالي 45 كيلومترا شمال مدينة الأغواط وعلى بعد أكثر من 60 كيلومترا جنوب مقر الولاية الجلفة، حيث وإن كانت هناك من الجهة اليمنى إشارة لوجود قرية الإخوة عاشوري التابعة لبلدية سيدي مخلوف، فإن قريتي النثيلة والمرحمة التابعتين لبلدية تعظميت بولاية الجلفة تفتقدان لإشارة من مفترق الطرق، كما أن الطريق وإن كانت مسافتها لا تتعدى خمسة كيلومترات لبلوغ قرية المرحمة فإن حالها مزرية لاهترائها وتصدعها وانتشار الحفر بها، ما جعلها غير صالحة للسير رغم قربها من دائرة مسعد ومنها تڤرت بورقلة على مسافة أقرب. وأشار السكان إلى أنهم اتصلوا بمديرية الأشغال العمومية لولاية الجلفة التي تسببت بوجود أولويات، كون الولاية تضم 36 بلدية وعدة تجمعات ومحاور رئيسية، بينما رفضت مديرية ولاية الأغواط لكون الطريق غير مصنف لديها وتابع لمحور نشاطها، ما حرم السكان من تعبيد هذا المسلك الهام. وأشار السكان إلى أن قريتهم تابعة لبلدية تعظميت بولاية الجلفة التي تبعد عنها بحوالي 37 كيلومترا وبسبعة كيلومترات فقط عن بلدية سيدي مخلوف بالأغواط، ما جعل حياتهم اليومية مع هذه البلدية رغم انتمائهم لولاية أخرى تجاهلت انشغالاتهم ومعاناتهم اليومية ويزورها مسؤولوها في المواعيد الانتخابية. وأورد المشتكون، الذين رافقنا بعضهم في زيارتنا عبر شوارع القرية، جملة من الانشغالات الهامة، أبرزها انعدام الغاز الطبيعي بهذه القرية الباردة، رغم وجود القناة الرئيسية على بعد 5 كيلومترات، إلا أن سلطات الجلفة، حسبهم، اعتبرت أنه من غير المعقول ربط القرية ومقر البلدية بتعظميت غير موصول بهذه الطاقة الحيوية، مؤكدين على ضرورة ربط جميع السكان بالكهرباء والماء وقنوات الصرف الصحي لاستقرارهم ووضع حد لمعاناتهم.كما اشتكى سكان المرحمة من عدم استفادة أبنائهم من المطعم المدرسي لانعدام العامل، وكذلك غياب فرع بريدي وانعدام طبيب بالمركز الصحي ووجود ممرض وحيد يقن بدائرة عين الإبل، مع غياب الإنارة العمومية والكهرباء الفلاحية وعدم تجهيز البئر لسقي الأشجار والمساحات الفلاحية التي جفت مزروعاتها، وكذلك انعدام سياج للمقبرة، وغياب وسيلة نقل وضرورة امتطاء سيارة “كلوندستان” بمبلغ 400 دينار، رغم أن المسافة قصيرة لعدم صلاحية الطريق. وأورد بعض السكان الذين يزاول أبناؤهم الدراسة في الطورين المتوسط والثانوي محرومون من منحة التمدرس التي أقرها رئيس الجمهورية، لكونهم يدرسون في بلدية سيدي مخلوف التابعة لولاية أخرى، ويفتقدون لشهادة الإقامة بها للحصول على المنحة رغم حاجتهم الشديدة، فيما اختار آخرون تدريس أبنائهم بتعظميت مقر البلدية الأصلية بستة أضعاف المسافة يوميا والاستيقاظ على الساعة الرابعة صباحا من أجل الاستفادة من المنحة. كما يعاني سكان هذه القرية بسبب التقسيم الإداري الأعرج من عدم تجهيز وتأطير دار الشباب التي تظل هيكلا دون روح، وكذلك الفرع البلدي الذي يفتقد لكل شيء ولو لجهاز تكييف. فيما تستفيد القرية من حصص هزيلة لإعانات البناء الريفي ويضطر سكانها للتنقل إلى سيدي مخلوف لاقتناء قارورات غاز البوتان، بينما تظل أشغال ربط شبكة الألياف البصرية متوقفة منذ أشهر بعد حفر الشوارع وتركها.وأضاف أحد مجاهدي المنطقة أن قرية المرحمة، التي كانت تضم 120 عائلة تابعين لعرش أولاد فاطنة أحد فروع أولاد نايل، جاهد سكانها ضد الاستعمار الفرنسي واتخذ المجاهدون منها قاعدة لنشاطهم بفضل موقعها الإستراتيجي، إلا أنه بعد الاستقلال دفع السكان ضريبة العزلة والتقسيم الإداري وثمن تضحياتهم بتجاهل معاناتهم، بعدما جف الواد وتراجع مستوى الماء وأتلفت البساتين وعجزت السلطات حتى عن إتمام أشغال جسر متوقفة منذ ثلاث سنوات، لفك العزلة عنهم وتمكينهم من التنقل بسهولة لاقتناء الدواء والدراسة والتسوق ببلدية سيدي مخلوف.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات