دقّ أمس، البروفيسور تاج الدين عبد العزيز، ناقوس الخطر جراء تنامي ظاهرة الأطفال الحاملين لفيروس السيدا مباشرة بعد الولادة، حيث كشف عن تسجيل أكثر من مائة طفل مُصاب خلال السنة الجارية، يجري متابعتهم على مستوى مستشفى طب الأطفال ”كنستال” بوهران، في حين أن مجموع الإصابات خلال الفترة الممتدة ما بين 1998 و2005 لم يتعد 14 إصابة فقط.واعتبر ذات المتحدث، الذي يترأس الجمعية الوطنية ”حق الوقاية للحماية ضد السيدا”، الأرقام المذكورة استنادا إلى الإحصائيات الرسمية للمركز المرجعي للغرب التابع للمستشفى الجامعي بوهران، مؤشرا خطيرا لاستفحال ظاهرة الأطفال الذين يتنقل إليهم الفيروس من أمهاتهم المصابات بالسيدا، بفعل غياب إجراءات الرقابة والكشف الطبي اللازم أثناء فترة الحمل، الأمر الذي يستوجب اعتماد إجراءات سريعة وفعّالة لتحصين المجتمع من هذا الفيروس الخطير، لاسيما وأن عدد المصابين قفز من 14 إصابة خلال فترة سبع سنوات كاملة، ليصل إلى أكثر من مائة حالة خلال العشرة أشهر الأولى من السنة الحالية، علما أن الأرقام تخص بعض ولايات الغرب فقط، ناهيك عن عدم التصريح بالحالات الأخرى، ورفضها التنقل إلى المراكز الطبية من أجل الخضوع للعلاج. وأمام هذا الوضع، انتقد البروفيسور تاج الدين، التماطل الرهيب الذي تعتمده وزارة الصحة في تعميم البرنامج العلاجي الذي يمنع تنقل فيروس السيدا من المرأة الحامل نحو جنينها، بالرغم من النتائج الإيجابية التي حققها منذ تنفيذه على أرض الواقع ابتداء من سنة 2011 بمبادرة من الجمعية في خمس ولايات، هي على التوالي وهران، تيارت، معسكر، سيدي بلعباس وعين تموشنت، إذ تمكنت الطواقم الطبية من متابعة أزيد من 500 امرأة حامل منذ ذلك الحين، انتهت عملية توليدهم بإنجاب مواليد في صحة جيدة دون أن ينتقل إليهم الفيروس الخطير، وذلك بفضل درجة التكوين العالي للقابلات، وكذا المتابعة الدقيقة للحوامل المستهدفين منذ بداية فترة الحمل وإلى غاية مرحلة الوضع. وحسب المتحدث، فإن نسبة الحاملين للفيروس في النساء الحوامل اللّواتي وافقن على تجربة الخضوع للمتابعة يناهز 30 في المائة، مضيفا بأن الأطفال المولودين يخضعون لمراقبة طبية دقيقة تستغرق من 18 إلى 24 شهرا كاملا، وهم في حالة جيدة بعد أن أثبتت التحاليل سلبيتهم من الفيروس، في إطار البرنامج العلاجي الأول من نوعه في الجزائر بمبادرة جمعوية. وتلح ترسانة الأطباء القائمين على الجمعية ضرورة تبني الوزارة الوصية للتجربة، من خلال تعميمها على جميع ولايات الوطن في أقرب وقت ممكن، من خلال تجنيد كل القابلات وأطباء أمراض النساء والتوليد عبر المؤسسات الصحية العمومية والعيادات الخاصة، للحد من انتشار هذا الفيروس الذي يواصل انتشاره بسرعة رهيبة عن طريق تعديه إلى المواليد الجدد بصفة آلية من أمهاتهم المصابات أثناء فترة الحمل، لأن نسبة إمكانية تعدي الفيروس من الأم المصابة بالسيدا إلى جنينها تتراوح ما بين 40 إلى 50 بالمائة، بينما فرص منع تعدي الفيروس بموجب البرنامج العلاجي تصل إلى 99 في المائة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات