يبدو أن الجزائر ماضية في مشروع استكشاف واستغلال “الغاز الصخري”، رغم الجدل القائم حول هذا الموضوع. حيث كشف وزير الطاقة يوسف يوسفي، أمس في وهران، أن الاستثمار في هذا المجال يعتبر ثالث الأولويات الأربعة للحكومة الجزائرية في مجال الطاقة.وكشف الوزير، خلال افتتاحه أشغال الندوة الدولية لصناعة الغاز في الجزائر، التي انتظمت أمس بوهران، أن “سوناطراك تحضر جديا للاستغلال العقلاني للمناجم. بعد أن بينت الدراسات التي تم الشروع فيها منذ خمس سنوات أن بلادنا تتوفر على 20 ألف مليار متر مكعب من الغاز غير التقليدي، في المحيطات الخمسة التي خضعت لعمليات الاستكشاف في الجنوب”. وأضاف “إن تقنيات استغلال الطاقات غير التقليدية صارت كلاسيكية بعد الذي حققته في العالم”.وحضر هذه الندوة كريستوفر سميث، المسؤول عن قطاع الطاقة غير التقليدية في كتابة الدولة الأمريكية للطاقة، وكان ثالث المحاضرين بعد الوزير والمدير العام لسوناطراك. وقال “إننا نعمل على تطوير النموذج الأمريكي في العالم. وإننا سعداء للعمل مع الحكومة الجزائرية في هذا الميدان”.ومن جهته عرض المدير العام للموارد الطاقوية غير التقليدية في وزارة الطاقة ملخصا عن الأبحاث والاستكشافات التي بوشرت في السنوات الخمس الأخيرة. وقال إن “مليون كيلومتر مربع من المليون ونصف مليون من المجال المنجمي في الجزائر في الصحراء قابل لاستكشاف المناجم التي تحوي المواد الطاقوية غير التقليدية عندنا. ويمكننا أن نستخرج منها 40 ألف مليار متر مكعب من المواد الطاقوية، منها 21 ألف مليار متر مكعب من الغاز المسترجع”. وقال “إن الجزائر تعتبر البلد الرابع في الترتيب العالمي في مجال مخزون الطاقات غير التقليدية بعد الولايات المتحدة الأمريكية، الصين والأرجنتين. وإننا سنلجأ إلى الشراكة مع الشركات العالمية الرائدة وذات التجربة في مجال الاستكشاف والاستغلال”.وهو الرأي الذي لا يشارك فيه العديد من الخبراء، الذين لم يعبروا في هذا المحفل عن آرائهم رسميا وعلنيا. حيث قال أحدهم لـ«الخبر” إن الأمر يعتبر “مغامرة”. ويبرر ذلك بقوله “إننا نحتفل بالذكرى الخمسين لتصدير أول شحنة للغاز الطبيعي المميع من مركب “لاكاميل” من المنطقة الصناعية لأرزيو نحو بريطانيا. قبل 50 سنة كان الاستثمار في هذا المجال مغامرة حقيقية. وبادرت الجزائر وصارت رائدة في هذا المجال. لكن اليوم صرنا نستورد الخبرات من الخارج لإقامة مركبات التمييع”.وبخصوص الاستثمار في الغاز الصخري يقول “إننا بلد يختلف جذريا عن الولايات المتحدة الأمريكية. ويجب ألا ننسى أن اتحادية أوكلاهوما، وهي منطقة طاقوية بامتياز، منعت استغلال الغاز الصخري. كما فعلت فرنسا في ترابها. من يضمن لنا أن ما يقوم به الأمريكيون في بلادهم مع ما خلف من كوارث، سيكون نظيفا ويحترم البيئة ويحافظ على الثروة المائية”. إلا أن يوسف يوسفي أكد في الندوة الصحفية التي عقدها أن الجزائر تتوفر على منظومة تشريعية صارمة في مجال الحفاظ على البيئة، وستستعمل أحدث التكنولوجيات للحفاظ على الماء. وأضاف “إننا بصدد تنظيم أنفسنا لكي نتحكم في تكلفة إنتاج الغاز الصخري. وإذا بينت لنا العملية أننا سننفق أكثر مما سنحقق، فإننا لن نتشبث بها المشروع”. وأعلن أيضا أن الجزائر عازمة على التوجه نحو الاستثمار في مجال الطاقة النووية وقال “سيكون لنا مفاعل نووي بعد 12 إلى 15 سنة”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات