لماذا لم يعد فن الرواية قادرا على نحت أبطال وشخصيات استثنائية؟ شخصيات مذهلة تأسر القارئ مثل شخصية دونكيشوت، دونخوان، فاوست، الغريب، زوربا اليوناني؟.. منذ عشريات لا أذكر أن رواية استطاعت أن تهزّ عشاق هذا الفن ببطولة تكسر نمطية الشخصية القاعدية للمجتمع، والتي يبدو أن تأثيرات العولمة وما بعد الحداثة قد نجحت في تنميط كل اليوتوبيات الفردية.
أذكر أنني حين قرأت رواية “الغريب” لأول مرّة، وكنت حينها طالبا، تماهيت مع شخصية ميرسو الى درجة عصابية، أُصِبتُ بمتلازمة الغريب: اللامبالاة، الصمت، الزهد في الفضول، وكلبيّة حادة إزاء المستقبل والموت.. الرواية في جوهرها هي نحت المتلازمات العصابية لمقاومة نمطية أكثر مرضيّة. أكثر من ذلك بعض الأبطال تصبح أكثر واقعية وتأثيرا من كتّابها، من منّا لم تذهله شخصية “مصطفى سعيد” وأنسته في الطّيب صالح وروايته. من منّا لم يتماهى مع زوربا الى آخر رقصة؟
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات