38serv
عادت حركية الإرهاب والتهريب، بشكل لافت، بالمناطق الحدودية الجزائرية، خلال الأسابيع القليلة الماضية، قياسا بالعمليات التي تقوم بها وحدات الجيش الوطني الشعبي للقضاء على عناصر إرهابية، إلى توقيف المهربين ومصادر المواد المهربة.عدا عملية اختطاف الرعية الفرنسي، هيرفي غوردال، الأربعاء ما قبل الماضي، بجبال البويرة، من قبل ما يطلق على نفسه تنظيم “جند الخلافة”، لم تسجل مصالح الأمن أي عملية إرهابية لافتة، وسط البلاد، غير أن نشاط قوات الجيش الوطني الشعبي شهد تركيزا بمناطق الجنوب وخاصة على الحدود، سواء مع مالي أو مع النيجر وليبيا، من خلال عمليات استهدفت مجموعات إرهابية أو عصابات التهريب، تحاول أن تتخذ من الامتداد الصحراوي القاحل، مرتكزا للقيام بعمليات إرهابية، أو ملاذا لعصابات تهريب، تعرف كيف تتوغل في عمق الصحراء لتفادي مناظير قوات الجيش.وشكلت منطقة “عين ڤزام” التابعة لولاية تمنراست والمتاخمة للحدود مع النيجر، في الأيام الأخيرة، مركز تحرك الإرهابيين والمهربين معا، فبعد أربعة أيام بالتحديد من العملية العسكرية التي تم بمقتضاها، القضاء على خمسة إرهابيين وإصابة أربعة آخرين (الثاني من الشهر الجاري)، تم أول أمس القبض على 20 مجرما من قبل قوات الجيش التابعة للناحية العسكرية السادسة، في كمين نصب بمنطقة “تيريرين” على الحدود مع النيجر، وهي المنطقة نفسها التي تم بها القضاء على الإرهابيين الخمسة، واللافت أن الموقوفين أو المقضى عليهم، كلهم أجانب، سواء تعلق الأمر بالإرهابيين الخمسة أو بالمجرمين العشرين (12 سودانيا و8 تشاديين) في إطار مكافحة التهريب والجريمة المنظمة.وعاد النشاط الإجرامي بالمناطق الحدودية، كما لم يكن، قبل سنوات قليلة فقط، وهي ظاهرة تبحث عن تفسير خارج التفسير القائل بانكفاء دور السلطات الأمنية لدول الجوار الجنوبية، ولوحظ ذلك أكثر بعد تراجع التنسيق الأمني، في إطار تحالف دول الميدان، ومن بينهم، النيجر، خاصة بعد اعتداء تيڤنتورين، جانفي 2013، وتدخل الجيش الفرنسي في شمال مالي، ثم تحول المنطقة إلى بؤرة توتر ذات استقطاب دولي، فرض على الجزائر، وفق مبدأ حماية الحدود، تكثيف التواجد الأمني عبر الشريط الحدودي، بتعزيزات من وحدات الجيش، مكنت من إحباط تسلل جماعات إرهابية وعصابات تهريب.وتنامى تبعا لذلك نشاط الناحية العسكرية السادسة، من خلال عمليات إحباط محاولات تهريب عديدة، على غرار العملية التي تم إثرها إفشال تهريب كميات معتبرة من المواد الغذائية، على متن شاحنة، ببرج باجي مختار (منطقة تيمياوين) في رابع يوم من الشهر الجاري، وفي نفس اليوم، أحبطت كذلك عملية تهريب كمية من البنزين وحجز سيارتين رباعيتي الدفع، والقبض على عشرة أشخاص بينهم خمسة أجانب، بمنطقة جانت، بولاية إيليزي، وقبل هذه العملية بيومين، أوقفت وحدات الجيش ثلاثة أشخاص من جنسية نيجيرية، بحوزتهم “كلاشنيكوف”، وكمية من الذخيرة قرب الحدود الجزائرية النيجرية، وحجز خلال العملية سيارة رباعية الدفع وخمس دراجات نارية، وتزامنت هذه العملية أيضا مع توقيف عصابة بحوزتهم مسدس آلي وذخيرة وسيارتين رباعيتي الدفع. بالإضافة إلى عمليات أخرى شبيهة سجلت خلال نفس الفترة.وتعزز عمليات إحباط تهريب المواد الغذائية والوقود الصلات المباشرة بين مجموعات إرهابية ومهربين، يتمركزون خلف الحدود الجزائرية، ويتحركون عبرها، بحثا عن منافذ تسلسل لا تشملها التغطية الأمنية، وتتحمل الناحية العسكرية السادسة عبئا ثقيلا في مواجهة التهديدات الإرهابية الآتية من الحدود، ما دفع بقيادة أركان الجيش إلى التفكير في إنشاء ناحية عسكرية سابعة بإيليزي، من أجل تخفيف الضغط على الناحية العسكرية السادسة، وتشديد الرقابة أكثر على الحدود، مثلما تناول اجتماع لقادة العسكر قبل نحو شهرين، والذي تم إثره إقرار إرسال خمسة آلاف جندي إلى الحدود مع ليبيا، بعد تدهور الوضع الأمني بالجارة الشرقية، وخاصة بعد سقوط مطار طرابلس بين أيدي الميليشيات. بينما ظهر معطى آخر، يتعلق بتهديدات تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي يفترض بشأنه خبراء أمنيون أنه يبحث عن تواجد بالمغرب العربي، إثر الضربات التي يتلقاها من قبل قوات التحالف بالعراق وسوريا، موازاة مع إعلان تنظيم مسلح بليبيا أول أمس، ولاءه لـ«داعش”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات