قال الروائي واسيني الأعرج، إن التراث الأمازيغي بالنسبة للروائي المغاربي ليس ترفا ثقافيا ولا سياسيا، بل هو في صبّ الفعل الثقافي والتاريخي، مكون ثقافي وحضاري يندرج ضمن العناصر الإنسانية الأخرى المشكّلة للكتابة بوصفها أفقا يتخطى اللحظة الراهنة والحدود.
أوضح واسيني الأعرج بخصوص علاقته بالتراث الأمازيغي: ”نحن داخل منظومة إنسانية متشابكة لا يمكننا أن ننفصل عنها بتحولاتها المختلفة، تمس الآخرين كما تمسنا. العودة إلى هذه العناصر الثقافية هي محاولة لملامسة تاريخ منعته البلادة السياسية من التجلي والتطور وكأنه ثقافة قادمة من كوكب آخر. وهو تنكر للأصول الأولى المكونة لأمة من الأمم، مع أن الجزائر لا خيار لها ثقافيا وسياسيا إلا الاعتراف بتعددية مكوناتها الدينية والثقافية والاثنية أيضا وحتى العرقية. نتحدث عن جزائر افتراضية عربية ومسلمة وكأن لا وجود بها لبربر لهم لغة غير العربية، ولا وجود ليهود أو مسيحيين، ولا وجود لزنوج بها”. ويعتقد واسيني أن هذا التشكيل المتعدد إذا لم يجد نفسه في التعريفات الهوياتية الوطنية سيبحث عن غيرها. وقال: ”لهذا عندما كتبت رواية نوار اللوز في 1982 التي تدور في عالم ريفي شديد القسوة، واستدعيت فيها شخصيات أمازيغية كسكورة ورحلتها من بلاد القبائل حتى أقاصي الغرب الجزائري أيام الحرب العالمية الثانية، ورواية ”ما تبقى من سيرة لخضر حموش” التي تناولت جزءا من التراث الشعبي الأمازيغي، لم تنتظر القرارات السياسية التي جاءت لاحقا لتعترف لهذا الحق التاريخي بالوجود”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات